vendredi 1 mai 2015

أولاد أحمد...




العزيز أولاد أحمد،

أعرف أنّ التدرّب على معاشرة الألم مرهق ولكنك منتصر لا محالة على ذاك "المرض الأمّيّ" الذي تمكّن من الجسد النحيل.
أعلم أنّك أنت، شاعرنا الجميل، من يرفع معنويّاتنا ولست في حاجة إلينا إلاّ على سبيل الأنس والألفة. فقد واجهت، مذ بدأت تعيد للعلامات مداليلها وللكتابة فتنتها، ضروبا من الأمّيّة وألوانا من الأمراض التي تصيب منّا الروح إصابات بالغة.
ماذا نقول لك تعاطفا ومواساة أو ودّا ومحبّة خاصة؟ فأنت عندي تصوغ منذ عقود متنك في نقد المسلّمات من موضع يقع وراء اللياقة البدنيّة ولياقة المدلول الراسخ المطمئنّ إلى غبائه لذلك توهّجت منك الروح فأضاءت، ببساطة بديعة ووضوح فاتن، ما عتّمه سلطات اللّغة المتيبّسة والمعاني الوفاقيّة وسياسة قهر الخيال وتدجين الأجساد.
كيف تطلب البلاد شفاءك، بيمينها ويسارها وما بينهما من يمين مستديم، وهي التي تعاني الأسقام والآلام؟ عليك أنت أن تطلب شفاءنا وتسعى إليه مواصلا إنتاج فائض معنى الحرّيّة، مطلق الحرّيّة الأخّاذة الآسرة. فالقوم، كما ترى، ينتظرون أن تمنحهم الحياة فائض زيفها المعمّم وأوهامها المغرية. قل لهم قولا حسنا تطابق فيه الدوالُّ المدلولات ويوافق فيه المستحيلُ الممكنَ ليكون الواقع على صورة النفس الصافية.
لقد انتشر الثورجيّون الكاذبون في كلّ منعطف وعاد من فقدوا الحياء إلى عاداتهم القديمة. فعد إليهم بالنعال لتذكّر الناس ببسائط الأشياء وواضح المعاني.
لهذا وغيره نطلب شفاءك بكلّ أنانيّة الباحثين عمّا يشدّهم إلى الحياة وسخاء المحبّين المخلصين.
نطلب شفاءك لأنّك صوت نادر في جوقة البهتان المتفشّي كذاك المرض الأمّيّ.
نطلب شفاءك العاجل لأنّ نصّك ثروة وطنيّة ومدوّنة أساسيّة تقول بعض أحلامنا التي نتهجّاها متلعثمين أو ننساها لشدّة وطأة تفاصيل اليوميّ البائس على نفوسنا المتعبة.
نطلب شفاءك لأنّنا نحبّك، نفسا ونصّا، حبّا خالصا.       


Aucun commentaire: