mercredi 29 octobre 2014

تراجيديا اليسار التونسي ولعنة الأصول...

تراجيديا اليسار التونسي في رواية "الطلياني" لشكري المبخوت:
لعنة الأصول...

فرج الحوار*
 (جريدة "آخر خبر" بتاريخ 29 أكتوبر 2014)

اختار شكري المبخوت لروايته الأولى عنوان "الطلياني". ومن المعلوم في مجال السرديات أن من وظائف العنوان وضع القارئ في حالة تقبل أو اشتهاء(fonction apéritive). ومن خاصيات هذا الضرب من العناوين ("الموضوعاتيّة" (thématiques) حسب توصيف جيرار جينات) أنه يعيّن بوضوح موضوع الرواية، وهو هنا يركز على ذات فردية، وليس على حدث أو ظاهرة في حياة هذا الفرد أو في حياة المجموعة التي ينتمي إليها. وأنا أروم من هذا القول التأكيد ابتداء أنّ رواية "الطلياني"، خلافا لما قد يذهب في ظن البعض، ليست رواية تاريخية بالمعنى الاصطلاحي للكلمة، وإن لم تخل من إشارات تاريخية محدّدة تهم تونس وشعبها، أو فئات محددة من الشعب التونسي، سأفصل فيها القول لاحقا.
والحقيقة أنه لا وجود لرواية مقطوعة الصلة بالتاريخ، فكل نصّ سردي يندرج بالضرورة في إطار زمانيّ - مكاني محدّد وثيق الصلة بمحيطه المباشر أو بالمحيط الإنساني العام. ولو أخذنا بهذه القاعدة العامة لجاز لنا اعتبار كل الروايات، بدون استثناء، روايات تاريخية. وليس الحال كذلك طبعا، وإلاّ لكانت روائع الآثار السردية على مر التاريخ (نخص بالذكر منها روايات بلزاك وفلوبير وزولا وموباسان وألبرتو مورافيا وجون إرفينق ونجيب محفوط وحنا مينا وغيرهم) مجرد شهادات تاريخية. هذا دون اعتبار أن للرواية التاريخية مقوماتها التي لا نجد لها أثرا في رواية "الطلياني".
وأولى وجوه الاختلاف، وأهمها في نظري، أن بطل رواية شكري المبخوت  المشار إليه في العنوان هو شخصية من ورق، يختلف جذريا عن الأعلام التاريخية أو المجموعات البشرية التي نص عليها المتن الروائي، نخص بالذكر منها بورقيبة ومزالي زين العابدين بن علي والإسلاميين وأقصى اليسار.
وثاني وجوه الاختلاف أننا، مع "الطلياني"، إزاء رواية عاطفية تتمحور أحداثها الأساسية حول سيرة الزوج "عبد الناصر" و"زينة". وقد كان بالإمكان أن يُفسَح مكان في عنوان الرواية لـ "زينة"، فيكون، بدل "الطلياني"، "الطلياني وزينة" أو "زينة والطلياني"، قياسا على "قيس وليلى"، و"تريستن وإيزوت"، و"روميو وجوليات"، و"بول وفرجيني"، وغيرها من روايات الحب العالمية الشهيرة.
من التاريخ إلى الرمز
والحقيقة أن مسألة تحديد النوع الذي ينتمي إليه مؤلف شكري المبخوت ليس مجرد أمر شكلي، وذلك لأن تنزيل الرواية في خانة الروايات التاريخية - وهي قليلة في تراثنا السردي التونسي - سيجردها حتما من أبعادها الرمزية الهامة ويختزلها في جانبها التأريخي البحت للفترة المتأخرة من العهد البورقيبي وفاتحة عهد خليفته زين العابدين بن علي. ولو كان هذا المراد فعلا، لما كان موضوع "الحب" - أو انعدام الحب واستحالته - الموضوع الأبرز للرواية. من ذلك التباين الواضح في أسلوب المتن الروائي، فهو تقريري، إلى حدّ الإملال أحيانا، في الأجزاء التي تتناول الأحداث التاريخية بشكل مباشر، وهو طريف شيّق متألق في حديثه عن لواعج النفس وآلامها، وأسرار الجنس ومباهجه وعذاباته، كما يتبين ذلك بجلاء في الصفحات الرائقة التي تصف علاقات عبد الناصر بـ "للا جنينة"، و"نجلاء" و، إلى حد ما، بـ "زينة".    
والرواية، في اهتمامها بالتاريخ، لم تعتمد منهجية المؤرخين، ولا منهجية كتاب الرواية التاريخية، بل ركزت على السلوك الإيديولوجي المتزمت "لأصوليي" اليمين واليسار على حد السواء، وأبرزت التطابق الكامل في مناهج عملهما وفي خطابهما في الوسط الجامعي بصورة خاصّة. وكان لشخصية "زينة" دور كبير في الكشف عن هذا الاتفاق العجيب وفي إبراز نتائجه الخطيرة، وخاصة منها ما له علاقة بالعنف اللفظي (وبعده الرمزي في رمي المرأة المخالفة بالعهر، يشترك في ذلك رموز النظام (الشرطة) مع ممثلي اليمن الإسلامي واليسار الماركسي) أو العملي تحت مسمّيي "الجهاد" أو "العنف الثوري"، كما يفصح عن ذلك مشروع تصفية "زينة" من قبل التنظيم اليساري الذي ينتمي إليه عبد الناصر، ومشروع تصفية هذا الأخير في مرحلة لاحقة.
وفي الرّواية تأكيد واضح على البعد الاستبدادي "الغيبي" في الإيديولوجية "السلفية" (الدينية والماركسية)، فكلتاهما تصادر "الحقيقة" باسم "السلف الصالح"، وكلتاهما تصادر حق الاختلاف وحق التعبير الذي يترتب عنه. هذا التطابق نلمسه بشكل واضح في سلوك "عبد الناصر" مع "زينة" وإلزامها بلجم ملكة "النقد" فيها، انسجاما مع انتمائها اليساري المعلن. ولو لا عامل "الحب" الذي غير مجرى العلاقة بين الشخصيتين، ملمحا إلى تغلب الذاتي على الموضوعي - لكانت "زينة" صفيت فعلا من قبل أعدائها الإيديولوجيين، ممثلين - وهنا المفارقة - في اليساريين والإسلاميين.
وقد غير الحب مجرى حياة الشخصيتين معا، وكان له أثره الحاسم في حياة "عبد الناصر" بصورة خاصة إذ أتاح له فرصة الخروج من سجن "التنظيم" وربقته إلى الفضاء الاجتماعي الواسع. هذا الطور الجديد في حياة البطل المعلن (éponyme) للرواية هو الذي أفصح عن حجم القطيعة بين "المعارضة" والواقع المعيش الذي تطمح لتغييره، والنظام السياسي القائم بصورة خاصة. ويفصح هذا الطور كذلك عن زيف معارف المعارضة وتهافت تحاليلها وقصورها الفاضح في إدراك أبسط الحقائق المادية، والاقتصادية منها بشكل أساسي. فليس من المبالغة في شيء القول بأن "عبد الناصر" أدرك حقيقة طبيعة النظام القائم وأسلوبه في الحكم - أي طابعه الاستبدادي - عبر علاقته الوطيدة بالإعلامي عبد الحميد، أي بأحد أبرز رموز النظام.
ويندرج في نفس السياق ما قيل عن الشرطة وطريقة عملها، خاصة فيما يتعلّق بقضيتي "الولاء" و"العمالة" للنظام، كما يتضح كذلك في سلوك ضابط الشرطة "عثمان"والرئيس المدير العام عبد الحميد والرقيب أبو السعود. يتبين من ذلك أن الدولة هي جهاز متناسق لا يقبل بمبدإ "المعارضة". وعليه فإنه لا وجود لحقيقة في ذاتها (بما في ذلك الظواهر المادية المباشرة)، وإنما الحقيقة هي ما يراه الجهاز، ويقره التجسيد البشري له ممثلا في شخص الرئيس. هذه الحقيقة البديهية هي التي تقود "حراس الهيكل" من أمثال "أبي السعود"، وهي التي تفسر أن لا شيء تغير في طبيعة عمل هؤلاء بعد "التحول المبارك".     
لا شك أن لكل ما تقدم أهميته ودوره الأكيد في المتن الروائي. وما يتعين التأكيد عليه في هذا الصدد أن هذه الظواهر ليست مهمة في ذاتها بالنسبة للروائي، خلافا لما هو عليه الحال بالنسبة للمؤرخ، بل إن أهميتها تتمثل أساسا في كونها تمثل إحدى المراحل الهامة في مسيرة الشخصية المركزية للرواية، ممثلة في الطلياني وزينة معا، وليس في الطلياني وحده، كما يريد أن يوهمنا المؤلف، مع فارق واضح لصالح زينة على مستوى الوعي والالتزام الفكري واحترام الآخر والقبول بحقه في الاختلاف. وليس أدل على ذلك - على المستوى الرمزي - من أن هاتين الشخصيتين ارتبطتا - شكليا على الأقل لأن "الصداق" غير الزواج في نظر "زينة" - برابط "الزواج"، وأصبحا بموجب ذلك فاعلا مثنى (actant duel)، منخرطا في نفس السيرورة، ومنتظما في نفس المصير، مستلهما نفس المبادئ.
فشل الملحمة.. خيبة اليسار
غير أن هذه "الملحمة" (باعتبار أن قصة الحب انطلقت خلال مواجهة - أي حرب - حامية مع الشرطة في حرم كلية الآداب) آلت إلى فشل ذريع، لعلّه في وجه من وجوهه تعبير عن فشل اليسار برمته. ولهذا الفشل أسبابه الخفية التي أفصح عنها البناء الملغز للرواية. وقد أعلن عن هذا اللغز في مفتتحها، وصرِّح بحله في خاتمتها. ويتمثل هذا "اللغز" في ما يمكن تسميته بـ "لعنة الأصول" التي تزرع في الذات، في سن مبكر، بذور الخضوع والخنوع والعار والمهانة. وثمة اتفاق بهذا الخصوص بين طرفي الفاعل المثنى (عبد الناصر وزينة). فأن يكون الطفل - باعتباره إنسان المستقبل وقوامه، وبغض النظر عن جنسه - فريسة سهلة للأب أو الأخ أو الجار، يغتصبونه إشباعا لشهواتهم البهيمية، أو تنفيسا عن شذوذ متأصل فيهم، يعني أن العنف هو أساس العلاقات في هذا الضرب من المجتمعات غير السويّة التي تواري عقدها وأمراضها المزمنة وراء أقنعة سميكة من الحياء والتدين والأخلاقيات الزائفة.  
و"الاغتصاب"، في بعديه المادي والرمزي، هو إخضاع للطفل وإخصاء لنوازع التحقق الذاتي فيه، وإرغامه تبعا لذلك على القبول بدور التابع الذليل للماسكين بزمام السلطة على اختلاف مواقعهم، وإرغامه لاحقا على القبول بدور "الرعية" التي لا نجاة لها إلا في الطاعة العمياء لأولي الأمر. وقد أفصح عن هذه الحقيقة الفاجعة عبد الحميد، الناطق باسم النظام والمعبر الوفي عن إيديولوجيته، عندما اعترف لعبد الناصر أن النظام القائم عدو لدود للذكاء والنبوغ والتفوق، يقتلعها حيثما وجدت. هذا الضرب من الاغتصاب هو الذي اكتشفه الفاعل المثنى في الطور الثاني من حياته (وتحديدا في الوسطين المهني بالنسبة لعبد الناصر والجامعي بالنسبة لزينة)، وهو، في الآن نفسه، مكمل ضروري وتتويج للاغتصاب المادي الذي تعرض له كلاهما في طفولته.
رواية الاغتصاب المعمّم
ويجب الانتباه، في هذا الإطار، أن مكوني الفاعل المثنى يشتركان في سمة مميزة هامة ممثلة في الجمال الجسماني أولا، والفكري ثانيا. ولهذه الجزئية أهمية كبرى لأنها تغني، فيما تعني، أنه لا مكان، في عالم الرداءة والقبح الواقعيين، للجمال إلا في موقع "الضحية". لذلك تعرض "عبد الناصر" طفلا لمحاولة اغتصاب، واغتصبت "زينة" من قبل أبيها أو أخيها، واغتصبت "نجلاء" عندما استدرجت إلى عالم البغاء، واغتصبت البلاد تباعا من حكامها الحاليين والمسقبليين، وفي مقدمتهم الإسلاميون، الماسكين بمصيرها اليوم.
 ثمة إذن لعنة "ثقافية" أو "حضاريّة" تكرس الاغتصاب وتمارسه باعتباره الحق الطبيعي للأقوياء والمتنفذين. وثمة لعنة "ثقافية" أخرى  تكرس، باسم الثوابت الأزلية، القبح والرداءة كما تجسدهما في الرواية شخصية الإمام الشيخ "علالة"، وهو رمز الإسلامي بامتياز. هذه اللعنة الماحقة هي التي تلاحق الجمال داخلنا، وفي محيطنا المباشر، لأنها ترى فيه خطرا يتهدد وجودها. ومن وجوه هذه اللعنة، وأبعدها نكاية، تلك التي تختزل الإنسان في عضو من أعضائه، يستوي في ذلك الرجل والمرأة.
وقد أصابت لعنة الأصول عبد الناصر وزيّنت له أن يتماهى مع جلاده القديم ويتحول بدوره إلى مغتصب مبتز. ولكن ضحيته "ريم" نجت من براثنه بفضل "العجز" الذي أحاق به على حين غرة فعطل فيه "سلطانه" الجنسي. ولعل هذا "العجز"، الذي لم يجد له هو نفسه تفسيرا، هو رد الفعل اللاواعي للمناضل فيه، المناهض لكل أشكال التسلط والاستبداد، وهو بالتالي رفض للتردي الأخلاقي والقيمي الذي يرمز إليه هذا العمل المشين. وليس ينقص من فداحة "الجريمة"، التي كاد عبد الناصر يقترفها، أن "الضحية" كانت راضية بهذا الدور بدافع الطمع. وما من شك في أن هذا "العجز" المباغت جنب عبد الناصر الوقوع في وهدة البهيمية، وأنقذ فيه حسّه الإنساني.      
إنّ الفشل إذن هو، في جانب كبير منه على الأقل، نتاج هذه اللعنة، حتى إنها تتحول إلى نوع من القدريّة الضاغطة التي تتفنن في إنتاج أسباب التراجع والتردي يمينا ويسارا، في أشكال مختلفة ظاهريا. وليس أدل على ذلك من تفشي جرثوم الجهوية والعشائرية في الإيديولوجية اليسارية الماركسية (انظر بالخصوص ص: 66)، وتحول خطاب "المعارضة"، الدينية والمدنية منها على حد السواء، إلى "لغة خشبية"، قوامها القوالب الجاهزة والاستعارات الميتة، لا تختلف شكلا ومضمونا عن خطاب النظام الذي تروم الإطاحة به.  والفشل هو، في النهاية، النتاج الطبيعي للجهاز الضابط لمختلف مظاهر الحياة في مجتمع الظواهر البائسة، حيث لا مكان إلا للماسكين بالنفوذ في مختلف أشكاله، فلا فرق، في هذا الإطار، بين عبد الحميد وأبو السعود وبين الأستاذ الجامعي الذي حكم على "زينة" بالفشل عقابا لها على امتناعها عنه. في نظام كهذا، يطمح إلى "مومسة" الإنسان بدنيا وفكريا، يعتبر رفض "الاغتصاب" جريمة لا تغتفر. وقد دفعت "زينة" غاليا ثمن هذه "الثورة".    
التراجيديا وانتصار جهاز الدولة
لقد كانت "الهامشية" هي مآل "الطلياني" بعد ما أدرك أن لا أفق للطموح والحياة خارج مجال "الحلال"، كما أراده الجهاز وقدره، باعتباره الإله الخفي الذي يمسك بمقادير الناس جميعا، بما في ذلك رأس النظام البائد نفسه عندما أودى بعزّه الانقلاب الطبي الذي جاء بخليفته إلى سدة الحكم. ويتضح هكذا أن لا وجود لشيء خارج الجهاز نفسه باعتباره تجسيدا للنظام أو الدولة. وهذا ما عناه ضابط الشرطة "عثمان" عندما أكد للطلياني أن الشرطة هي حامية "للدولة"، وليست حامية لحزب معين. وهذا هو بالضبط ما أدركه الرقيب أبو السعود عندما واصل عمله، بعد "التحول المبارك"، وفقا لنفس التراتيب المعمول بها سابقا بتعلة أنه لم يتصل بما يفيد إلغاءها. ويتضح هكذا أن "الجهاز" هو المستفيد الوحيد من التحولات و"الثورات"، وهو ما نلمسه اليوم بشكل واضح في سلوك الحكام الجدد للبلاد وفي محاولاتهم المحمومة لوضع اليد على "الجهاز" والتحكم فيه.   
وما من شك في أن النهاية المأساوية لمكوني الفاعل المثنى "عبد الناصر" و"زينة" هي الدليل على انتصار "الجهاز"، ودليل إضافي على نجاحه في "تدجين" هذين "الثائرين"، وإرغامهما على القبول بالاغتصاب والرضا به، معلنا بذلك نهاية الحلم الجميل الذي كان هذا الزوج المتميز، صنو آدم وحواء اللذين سيجددان الكون ويزيلان منه مظاهر القبح والرداءة، يطمحان لتحقيقه، فانتهى الأمر بزينة إلى القبول بدور "العاهر" والتابع معا، وانتهى الأمر بعبد الناصر بوهيميا منبتا يبحث عن النجاة والسلوى - ولا سلوى ولا نجاة - في الملذات الحسية التي أغرقته في حالة من البلادة الفكرية ضاعفت من عزلته عن محيطه العائلي والاجتماعي.
إنّ الطابع التراجيدي الواضح في مسيرة الشخصية المركزية في الرواية، بمكونيها الذكوري والأنثوي، هو قدر كل الذوات القلقة، الطامحة للانعتاق من سلطان الثوابت، في بحثها الدؤوب، وفقا لمقولة غولدمان الشهيرة، عن قيم أصيلة جميلة في عالم متدهور موبوء. وليس أدل على التراجيديا من الموت، وقد كان الموت، في بعده الرمزي، هو مآل آدم وحواء التونسيين المسميين الطلياني وزينة. ويشير موتهما هذا إلى انحسار أفق "الأنوار" الذي بشر به كل منهما على طريقته الخاصّة، ممثلا في مشروع اليسار كما تبلور في المحيط الجامعي.
إنّ فشل الفيلسوفة "زينة" يرمز إلى اندحار العقلانية وانتصار الفكر "الغيبي" الأصولي مجددا، ويرمز في النهاية إلى فشل مشروع "النهضة". وإنه لمن سخرية الأقدار أن أصبحت لفظة "النهضة" اليوم العنوان المميز للأصولية الدينية التي تبشر بالخراب والخسران والموت، وتنادي بالقضاء المبرم على التاريخ والحضارة في واقع عربي وإسلامي بائس خيمت عليه "الأنوار" الداعشيّة الدامسة والمدمّرة.          
   

* روائيّ وأستاذ  في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة

Aucun commentaire: