mardi 4 décembre 2012

منتخبنا الوطني في المجلس التأسيسيّ إلى أين؟




1
أذكر، في ما يذكر اليافعون المغرمون بكرة القدم ،الشعور بالإهانة إثر الهزائم المتتالية المخجلة لممثل إفريقيا في كأس العالم بداية السبعينات.
ربّما اكتشفت، بذاك الشعور المذلّ، بعدا إفريقيّا في الشخصية، وربما كان بسبب من خيبة من انتصر وجدانيّا لقارة المقهورين المفقّرين الخارجين من عنف الاستعمار إلى استعمار ذوي القربى.ولكن ّ ما بقى من ظلال الذكرى هو الأداء المخجل المرتجل للفريق الإفريقيّ مقابل اللعب المنظّم العقلاني الممتع للفرق المقابلة من أوروبا وأمريكا الجنوبيّة.
وما زلت أرى، في ما يرى المستذكر، اللاعبين الفارقة يركضون في الملعب على غير هدى يركلون الكرة كماعزٍ نفور أو غزال شارد هارب من أسود ضارية.
حينها تأكدت من البون البائن بيننا وبينهم وبين عالمين مختلفين في كرة القدم وفي غيرها من شؤون الحياة الجادّة وغير الجادّة.
2
ومادام حديثنا قياسا وتمثيلا، نجد أنفسنا اليوم في ما يتّصل بشأننا الثقافيّ العامّ ، بفاعليه المسيطرين المبتدئين الواهمين وأدائهم المرتبك المخجل ، نستحضر ذاك الشعور بالإهانة.
فهم يعتقدون، في لغة ثورجيّة لا تناسبهم وإن كانت ببؤسها معبّرة عنهم ،أنهم يدافعون عن الأمة وثقافتها والهويّة وثوابتها.وبيد أنّهم ،حين ندقّق ونحقّق ،يمارسون التفكير في شرط الحريّة ويحلّلون الواقع الثقافيّ في العالم العاصف المتحوّل كما كان الفريق الإفريقيّ يمارس كرة القدم أمام لاعبي العالم.
    إنّ الثورة المدنيّة، بمطالبها في الحرّيّة والكرامة وبأثر الفراشة الذي امتدّ إلى قلب المدن العريقة في تأسيس الحريّة، قد رشّحتنا للمشاركة في كأس العالم للحرّيّات الفرديّة والجماعيّة وفتحت لنا الباب للدخول إلى نادي الإنسانيّة الحديثة. إلاّ أنّ هؤلاء الهواة المتخبّطين في أوهامهم وأوجاعهم وذاكرتهم المكتظّة بالمتون الصفراء المختنقة برواسب القرون الوسطى لم يدركوا بعدُ أنّ قواعد اللّعبة قد تبدّلت وأنّ للرياضة، في الفكر والممارسة، مواثيق وطرائق ومنهجيّات لا مناص منها.
ورغم ذلك مازال القوم يكابرون في شطح ثقافيّ مرتبك أشبه بدراويش لم يتقنوا الرقص على قواعده متمسّكين بخصوصيّة عاقر لم تلد من قبل غير الاستبداد ولن تلد مستقبلا إلاّ ما هو أشدّ وأنكى. فصرنا نتجادل كالصبيان في كونيّة حقوق الإنسان أتُضمّن في الدستور أم لا؟ وفي الشريعة، دين البداوة كما قال جدّنا ابن خلدون، أمصدر للتشريع هي أم لا؟ وفي الفرق ، أعزك الله وأعزّ بك ،بين مساواة آدم وحوّاء و تكاملهما؟
3


لقد انهزم الفريق الإفريقي في كأس العالم ، بداية السبعينات، ولعلّه تدارك أمره ليتعلّم بعد الهزائم القاسية المهينة قواعد كرة القدم حسب أصولها وأساليبها الحديثة ولكنّ ما تتخبّط فيه نخبتنا الوطنيّة بالمجلس التأسيسيّ الموقّر قد يفضي بنا ، ونحن نلعب في الوقت البديل ، إلى هزيمة قاسية لا تستحقّها فرقنا الوطنيّة التي قدّمت منذ سنوات بطولات قويّة تدلّ على إرادة في الحداثة السياسيّة والاجتماعيّة لا يعبّر عنها فريقنا الوطنيّ بثقافته السياسيّة أحسن تعبير وأوفاه.فشرعيّة السير في مسالك التاريخ والتحديث رغم الأوجاع خير وأبقى من شرعيّة الصناديق المؤقّتة وشرعيّة الممانعة الثقافيّة المحنّطة.
أهو خطأ في اختيارات المدرّب الوطنيّ أم ضعف في الإعداد المعرفيّ والتأهيل الفلسفيّ واللّياقة الفكريّة والتدريب الحضاريّ ؟
أهو عجز بعض اللاعبين عن الأداء الجيّد وتخاذلهم إذ اكتفوا بما تعلموه في فرقهم حين كانوا في الدرجة الثانية وما تشرّبوه من مسكرات انتهت صلاحيّتها أثناء سهرهم خارج معسكر التدريب بباردو؟
 أم هي نيّة مبيّتة من  لاعبي أحد الفرق الثلاثة التي تصدّرت الطليعة في دوري الانتخابات الطليعة لفرض أسلوبهم في اللّعب على الخطّة التكتيكيّة للفريق الوطنيّ؟
  مهما يكن من أمر فالهزيمة محدقة بالفريق كلّه و سمعة علمنا الوطني في الميزان ولا أحد يريد خروجا مهينا من كأس العالم للحرّيّة والإنسانيّة الجديدة.
   أفلا تعتبرون  من أخطاء المارين من كؤوس العالم السابقة وأغاليط العابرين في الكلام العابر؟

Aucun commentaire: