mercredi 8 juin 2011

الحاشية والمتن


الحاشية والمتن
      من تقاليد التأليف في الثقافة العربيّة وفي غيرها من الثقافات، استلهمنا لهذه المدوّنة إسمها. وفي الفضاء الرقميّ ،بمقتضياته في الكتابة وتعدّد مستوياته ومكوّناته، أدرجناه.
   مفارقة جسيمة لبادئ النظر.ولكنّ هذا من ذاك حين نتأمّل:
      انتقال بالبصر والفكر من المتون إلى الحواشي تنكسر بها خطيّة الكتابة وتتعطّل أحاديّة التفكير،
     تناسل للنصوص وهي تلتقي لتفترق ،وتتباعد لتتجاذب،وتتمازج لتزكوَ، وتتصارع لتصفوَ.
    تجوال في فيافي القول بحثا عن معنى لا يكتمل أبدا و توق عارم للتصريح بالضمنيّ لا يزيد الصريح إلاّ إضمارا لأنّ المعنى بالأحرف التاجيّة محال محض.
    إنّ لعبة الحاشية والمتن شيّقة مرهقة ،يسيرة خطيرة ولكنها في الحالات جميعا تستلزم أن نكون بَيْنَ بَيْنَ في المسافات الفاصلة بين الفضاءات والأحياز والأزمنة والحدود، نأخذ الكتاب بقوّة وشدّة ملازمتين للمتن فنراجع ونتراجع، نبدل ونعدّل، ننقّح ونصلح، نفسّر ونستفسر ولا نستقرّ .
    أمّا الحاشية فهي تحاشٍ لصلابة المتن وإظهار للشقوق في قلعته المنيعة وندف لنسيجه المتماسك.
   لعبة مرايا نريدها مدخلا لمحاورة الذات في تعدّدها بين الأكاديميّ والثقافيّ ،ولمحاورة أصحابنا من أهل الكتاب الذين ينمّون رصيد الذكاء في الناس ومَنْ لا نعرف ممّن يشكّلون الرأي العام والحسّ المشترك. ولك أن تحدّد في ذلك كلّه المتن والحاشية إذ كثيرا ما تنقلب الأدوار إلى حدّ الدوار.
  
         

1 commentaire:

Nadia Haddaoui a dit…

Belle introduction!