vendredi 23 janvier 2015

الطلياني قراءة للفكر اليساري


ابراهيم بن صالح: رواية الطلياني قراءة للفكر اليساري



ما استخلصته من قراءة الرواية أن اليسار يحمل بذرة عاهة في أصل تكوينه وهذه العاهة تتمثل في
 تبني إيديولوجيات ثورية لا سبيل إلى أن تتماهى مع الطبقات الإجتماعية المحرومة والكادحة وإنما هي لتتجاوز نقائص
فردية و عاهات اجتماعية، بحيث كانت الإيديولوجية الثورية هي التي سمحت باللقاء بين الشخصيتين «البلدية، عبد ناصر وزينة» الفتاة الريفية وعندما سقطت المنظومة الاشتراكية في أواخر الثمانينات لم تعد تقوم وظيفتها في تجسير العلاقة بين الشخصيتين فبرزت العاهات الاجتماعية المتأصلة وهي «ريفي بلدي» وصار البحث من جديد عن الهوية «الفردية» فإذا «بزينة» تتخلى عن الإيديولوجيا الثورية وصارت تبحث عن الأجنبي الذي يرمز إلى عالم الحريات الفردية أما «عبد الناصر» فقد انكفأ على نفسه واستحالت مشكلته الاجتماعية مشكلة وجودية إذ اليسار يحتاج إلى مراجعة نفسه في التعامل مع الواقع.
إن رواية الطلياني هي لحظة تقويم لمسيرة اليسار ودعوة إلى مراجعة اختياراته ومواقفه حتى لا تكون نهايته نهاية «زينة وعبد الناصر». ولابد أن أشير إلى أن الروائي شكري المبخوت في رده على سؤال لبعض الحاضرات لماذا جعلت الشخصيات اليسارية شخصيات فاسدة أخلاقيا؟ كان رده : «أنا لا أكتب عن مناضل يظهر في مظهر السوبرمان الذي لا يضعف في كل الأوضاع ويصمد في كل الظروف أو ليست له حياة وجدانية حميمية. المناضل عندي إنسان والإنسان له تركيبة من القوة والضعف المتداخلين فليس هناك أبيض وأسود أو خير وشر أو فضيلة ورذيلة وإنما الإنسان له عدة أبعاد وفيه من كل شيء إلا أنه يكون في جهاد مستمر ضد نفسه أحيانا. ثم يضيف المبخوت الإنسان المناضل الكامل غير موجود في نظري وإذا وجد لا أكتب عنه أنا أكتب عن المناضل الإنسان الذي يؤمن بالفرد والقيم الفردية والحريات الفردية.

Aucun commentaire: