mercredi 3 juillet 2013

حين يستاء الوزير الفاشل مرّتين


1
تساءل أحد وزراء الفشل في حكومتي الفشل الأولى والثانية، وهو يستمع إلى نوّاب البرلمان الأوروبي في بروكسال، "نحن بصدد حضور مساءلة أمام المجلس الوطني التأسيسي التونسي ؟؟ شيء من احترام سيادة تونس يرحمكم اللّه". هذا ما تناقلته بعض الصحف. ولكن الوزير الذي وصل إلى وزارتين بمنطق توزيع الغنيمة لا لكفاءة تميّزه أكّد لإحدى الإذاعات أنّه يرى " تونس مقاطعة أوروبّيّة من خلال تعامل النوّاب الأوروبيين مع أعضاء الحكومة التونسيّة".
لمْ يسأل الوزير قبل ذلك لم ذهب هو وأعضاء الحكومة إلى هناك؟ وهل كان يعتقد أنّ الدخول إلى الحمّام الأوروبيّ كالخروج منه؟ هل كان ينتظر التصفيق على الثورة المغدورة أم مزيد المساعدات والقروض والصمت عمّا يقع؟ هل قرأ يوما ولو مقالا صحفيّا عن السياسة الخارجيّة وعلاقة بلادنا واقتصادنا بأوروبا؟ هل نسي أن بن علي ووزراءه سبق لهم أن تذمروا بدورهم ممّا تذمّر منه اليوم والتجؤوا مثله إلى معجم الشقشقة اللّفظيّة عن السيادة والوطنيّة واللّعب على العواطف التي لا تصرّف في بنوك السياسة الدوليّة ولا حتى في البنوك الوطنيّة؟ لمَ لمْ يتذكّر حديث السيادة عندما تفاوضت حكومته الأولى والثانية مع المقرضين والمموّلين لرهن البلاد واقتصادها؟
2
سأل البرلمانيّون الأوروبيّون الحكومة التي يرأسها من رشّ الناس في سليانة وحرّض على شكري بلعيد أكثر من مرّة وعجز بعد ذلك، وإلى الآن، عن الكشف عن قتلته، سألوه عن الإسلام السياسيّ وعلاقته بالحركات المتطرّفة وواقع حرّيّة التعبير والجدول الزمني للدستور وعن قتلة بلعيد ورابطات حماية الثورة المغدورة. هذه هي الأسئلة التي رأى فيها وزيرنا النابغة وحيد عصره مساسا بالسيادة الوطنيّة فأثارت استياءه. وحين يطرحها التونسيّون يصبحون من واضعي العصيّ في عجلة الترويكا ومن المنقلبين على الشرعيّة. ألم يكن من الأجدر أن يقدّم الإجابات عن أسئلة حقيقيّة تشغل بال التونسيّين وغير التونسيّين؟ بل هل يملك، وهو السياسيّ الذي يدّعي الثوريّة، هذه الإجابات المطلوبة الآن وهنا؟
كنّا نودّ لو حدّثنا أيضا، مادام الشيء بالشيء يذكر، عن وجود ممثّل شبكة دستورنا الذي رفع ورقة تطالب بالكشف عن حقيقة اغتيال شكري بلعيد. ألم يذكّره ذلك بحديث بن عليّ وإعلامه عن الاستقواء بالأجنبيّ والمساس بمصالح تونس في الخارج وتجريم كلّ من يعارضه خارج البلاد ويبلّغ صوت النخبة السياسيّة في المحافل الأوروبيّة والدوليّة؟ أليست هذه العصا عنده من تلك العصيّة؟ ألم يلاحظ أنّه بكلامه الوطنيّ جدّا يكشف عن أنّه يعيد إنتاج خطاب المخلوع وأزلامه ويستبطن آليّاته المضمرة والظاهرة؟
فلم أدخل الوزير الفاشل مرّتين يده في عشّ الدبابير إن كان يخشى اللّسع؟
3
كلّ هذا ويريدون منّا احترامهم واحترام سياسة الهواة والجائعين المتلهّفين على كعكة السلطة باسم الشرعيّة والثورة؟ فلماذا أدخلوا كلّ من هبّ ودبّ إلى البلاد لتخريبها ووقفوا يتسوّلون على الأعتاب باحثين كالذئاب المسعورة عن فتات مأخوذين بسكرة السلطة وحلاوة الحكم؟ ماذا فعلوا عدا الضحك على الذقون والتدرّب على حلاقة رؤوس الأيتام جميعا، أيتام الثورة وأيتام بن عليّ وأيتام الأمل الذي دمّروه؟
حصّنوا ثورتكم بأمثال هؤلاء الوزراء، مارسوا السياسة بمنطق الوطنيّات البائدة كلّما حشرتم في الزاوية، واصلوا فشلكم في ترتيب العلاقات مع الشركاء والأصدقاء والأعداء أيضا. قد تنتصرون مرّة أخرى بمنطق بن عليّ نفسه وإن تغيّرت المفردات وتبدّل القاموس. فهل، لجلّ المؤمنين بشرعيّة بلا ضفاف، أسطع من هذا بيانا على الفشل وانقضاء أجل الصلوحيّة السياسيّة لحكومة العجز والفشل؟



1 commentaire:

Anonyme a dit…

نص ضعيف يفترض سياسيا يرفض النجاح و يستظل بالفشل الجيني..ليضع اكاتب نفسه مكان السياسيي و ليقترح حلا واحدا لمعضلة واحدة و سنرفع له القبعة..امات غير ذلك فلم يتجاوز الناقد منقوده..