tag:blogger.com,1999:blog-59537676699076488762024-03-05T14:26:13.422-08:00Marginalia الحاشية والمتنLe blog de Chokri Mabkhout مدوّنة شكري المبخوتchokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.comBlogger181125tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-58736532940431578232016-10-25T14:05:00.002-07:002016-10-25T14:05:26.532-07:00أمّة عاجزة عن كتابة تاريخ أدبها<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgo4kYBIecl8Mo8E8L-dYgxi8I7nPVWNpSJtpD56y1E7ITSsAt-qBUP9HWPbTi_vC4NKKkAdf9ON1mlh26-6A1rtKUV98C6ehxTU9GjD7N7DryOOYskL4GtLQX-oKCB8bdGO6Nfyh9eL5QQ/s1600/Zaydan.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgo4kYBIecl8Mo8E8L-dYgxi8I7nPVWNpSJtpD56y1E7ITSsAt-qBUP9HWPbTi_vC4NKKkAdf9ON1mlh26-6A1rtKUV98C6ehxTU9GjD7N7DryOOYskL4GtLQX-oKCB8bdGO6Nfyh9eL5QQ/s320/Zaydan.jpg" width="213" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<b>(نشر بموقع ضفّة ثالثة في 22 أكتوبر 2016)</b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">للآداب متاحفها. ومتاحفها كتب تاريخ الأدب. بيد أنّ
لهذا الصنف من الكلام على الكلام، بما ينتقيه ويرتّبه وينظّمه ويبنيه من تصوّرات
عن مقامات الأعمال الإبداعيّة وجودتها، منزلةً لا تخلو من غرابة. فكل من تجشّم
عناء التأليف في هذا الباب وجد نفسه محلّ نقد جذريّ واتهامات بالتقصير إن من جهة
التأريخ وتصوّراته ومسائله المنهجيّة الشائكة وإن من جهة قضايا الأدب والاختلاف في
أحكام القيمة وطرائق التصنيف. يكفي أن ننظر، تأكيدا لما نزعم، في ما كتب عن تاريخ "لاغارد
وميشار" للأدب الفرنسي من أعمال نقديّة تكشف آليّات الطمس والمحو والتزييف
الإيديولوجيّ بالخصوص. والمفارقة أنّ هذا الكتاب المدرسيّ ظلّ من أكثر كتب تواريخ
الأدب في فرنسا انتشارا وتأثيرا في الناشئة وغير الناشئة من أحباء الأدب بل لعلّه
مدخل أساسيّ رغم ما فيه من عيوب.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وليس أمر أدبنا العربيّ بمختلف شديد الاختلاف.
فمازال تاريخا حنّا الفاخوري وشوقي ضيف للأدب العربيّ، على سبيل التمثيل، مرجعين
مدرسيّين مهمّين لآلاف من الطلاّب العرب بل للمثقّفين الراغبين في الاطلاع السريع
على بعض الإحداثيّات أو مراجعة الأساسيّ عن هذا المؤلّف أو ذاك. فعلينا ألاّ ننسى
أنّ أبرز ما في متاحف الأدب، كما نعلم، تلك الكوكبة من الشعراء والناثرين الذين
يمثّلون مختلف الأحقاب والعصور والمدارس والمذاهب والأجناس الأدبيّة... إلخ. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بيد أنّ مدار الأمر على سؤال يبدو بديهيّا ولكن
الإجابة عنه ليست على قدر بداهته. فقد تغيّرت مناهج التأريخ عامّة وفرضيّاته
الكبرى وتقنياته وتطوّرت معرفة البشريّة بخصائص القول الأدبيّ وأساليب تناوله
ومعالجته ولكنّ التأريخ للأدب ظلّ، رغم الندوات الأكاديميّة الكثيرة والمجلاّت
المتخصّصة والنقود العديدة والنظريّات المتجدّدة، أمرا يصعب تجديده وتطويره. بل
إنّ أهمّ مشروع لكتابة تاريخ الأدب الفرنسي مثلا، وقد صاغه لانصون في بداية القرن
العشرين، لم يجد طريقه إلى الإنجاز إلى اليوم.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وبالنسبة إلى أدبنا العربيّ لم يكن تاريخ الأدب
إلاّ ضربا من الأقاويل النقديّة الجديدة التي ولّدها الاحتكاك بالثقافة الأوروبيّة
كما يعترف بذلك أوّل من صنّف من العرب تاريخا للآداب العربيّة جرجي زيدان. وهو
يعترف في الآن نفسه بأنّ الحاجة إلى وضع
مثل هذا التاريخ إنّما كان مصدرها الجامعة المصريّة الناشئة التي فتحت مناظرة لوضع
كتاب يصلح لتدريس هذا الفنّ. وما هذا بغريب بما أنّ تاريخ الأدب عندنا وعند غيرنا
يرتبط بأمرين متلازمين. أوّلهما توفير أداة مدرسيّة لغرس القيم الأدبيّة والأخلاقيّة
والجماليّة لدى المتعلّمين من روّاد المدارس والجامعات وثانيهما تحديد الجغرافيّة
القيميّة والرمزيّة للأوطان التي صارت كيانات
قائمة الذات. فتاريخ الأدب، مهما كانت صياغته، تعبير عن الروح القوميّة
لأمّة من الأمم. إنّه جزء من تاريخها العام.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">غير أنّ ما يلاحظ في جلّ تواريخ الأدب العربيّ هو
اقتصارها عموما، في باب الأدب الحديث على الأقلّ، على مصر والشام بتعلّة أسبقيّة
النهضة فيهما. وهو ما يعني حتما أنّها تواريخ منقوصة لا تشمل كل الروافد الأدبيّة
والثقافيّة العربيّة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">والذي نزعمه في هذا الجانب أمران. أحدهما أنّ إعادة
كتابة تاريخ الأدب العربيّ اليوم، بصرف النظر عن قضايا المنهج في التاريخ ومقاربات
الأدب، لا يمكنه أن يكون إلاّ على أساس قطريّ على نحو يجعل كلّ رافد من روافد
الأدب العربيّ يعمل على إبراز جغرافيته الرمزيّة والجماليّة والقيميّة رغم المشترك
الثقافيّ. والآخر أنّ كتابة تاريخ للأدب العربيّ (أو الآداب العربيّة) لن يكون في
مستقبل الأيّام تأليفا بين التواريخ القطريّة الجزئيّة كما قد يذهب في وهمنا بل هو
أمر غير ممكن بمقتضى الشروط التي تتطلّبها مثل هذه المساعي. فلا الحاجة المدرسيّة
ما تزال قائمة بسبب ما تعانيه العلوم الإنسانيّة عامّة والأدب بالخصوص من استخفاف
وازدراء ولا الدافع القوميّ الذي لأجله تنشأ متاحف الأدب ما يزال فاعلا حيّا.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وهذا بعض من أعاجيب أمّة توحّدها لغة ضاربة في
التاريخ الثقافيّ والجماليّ وما انفكّت تتجدّد وتتطوّر ولكنها عاجزة عن أن تكتب
تاريخ أدبها وقيمها ورموزها أي سرديّتها الوحيدة الباقية.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-45408555540902664842016-10-16T07:28:00.000-07:002016-10-16T07:28:02.984-07:00أسئلة الروح وحيرة القرّاء<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgoCIucOHw8PWwOjAs54Mq87hz1dpAgG_iFK1xShFjoK2t4Fxt0OktHoQcPVI6oX0SYRn22zX-XMUP21xkoSJnc52dcwcJfXu4wQG5jO6ox-Lacj0oED9rCi8hYvseHUMGBv4mfJuc5QkzO/s1600/sophies-world.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgoCIucOHw8PWwOjAs54Mq87hz1dpAgG_iFK1xShFjoK2t4Fxt0OktHoQcPVI6oX0SYRn22zX-XMUP21xkoSJnc52dcwcJfXu4wQG5jO6ox-Lacj0oED9rCi8hYvseHUMGBv4mfJuc5QkzO/s640/sophies-world.png" width="384" /></a></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b>نشر بموقع ضفّة ثالثة بتاريخ 16 أكتوبر 2017</b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لم تحظ القراءة، واقعا وتاريخا، في عالمنا العربيّ
بعناية الدارسين رغم أنّ منطق السوق، والكتاب بضاعة أيضا، يقتضي معرفة ميول
القرّاء ورغباتهم. نعم ! ليس هذا وحده ما ينقص مجال البحث في الكتاب العربيّ وسوق
النشر في بلداننا. ولكنّنا بالحدس نعاين مؤشّرات وقرائن بسيطة قد تدلّ على حركيّة
مّا تشهدها الثقافة العربيّة وعلينا في غياب الدراسات الدقيقة العلميّة أن نأخذها
في الحسبان.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">فبمناسبة معارض الكتب، هنا وهناك، لا يحتاج المرء
إلى خبرة المكتبيّ ليعاين اكتساح الكتاب الدينيّ للسوق وما يشهده من إقبال. ولهذا
أسبابه وتفسيراته التي لا تعنينا في هذه العجالة. بيد أنّ الثابت أنّ هناك حاجة
حقيقيّة يلبّيها هذا الصنف من التآليف التراثيّة أو الحديثة، وإن برؤية تراثيّة لا
تزيد الثقافة العربيّة إلاّ إغراقا في الأفكار القاصرة عن التقاط الحاجات الروحيّة
لأبناء عصرنا. فالأموات ما يزالون، للأسف، يحكموننا من وراء قبورهم.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لكنّ النصف الآخر من الكأس، حسب بعض الأصدقاء
الناشرين الجادّين الذين مازالوا يؤمنون بالوظيفة التنويريّة للنشر، أنّ كتب
الفلسفة الغربيّة والروايات المترجمة والموضوعة أصلا بالعربيّة تشهد إقبالا واسعا.
<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولعلّ في دواعي الاهتمام بكتب الفلسفة الغربيّة
بصنفيها، التبسيطيّ الموجّه إلى عامّة الناس أو الأصول التي وضعها كبار فلاسفة
التنوير والحداثة، بعضَ ما يكمن وراء انتشار الكتاب الدينيّ. فعلينا أن نعترف بأنّ
قطاعا واسعا من الشباب العربيّ يعاني أزمة روحيّة خانقة وقلقا فكريّا عميقا. فهو
يطرح على نفسه، في خضمّ عالم متحوّل، أسئلة حارقة يعسر عليه أن يجد لها إجابات في
ما يكتبه أبناء العربيّة. فوضع الكتابة الفلسفيّة، على محدوديّتها، عندنا معروف
إمّا بإغراقه في التخصّص الأكاديميّ وإمّا بانصرافه عن المشكلات اليوميّة التي
يعيشها الناس حتّى لكأنّ الفيلسوف العربيّ مقطوع عن شواغلهم أو هو، في أحسن
الأحوال، يقاربها على نحو غير مباشر. لذلك يبحث هؤلاء الشباب بنهم كبير عن شيء
مختلف يغذّي منهم القلب والوجدان في عالم تهافتت فيه المرجعيّات وتهاوت الاستعارات
الكبرى. ولعلّ فلاسفتنا يحتاجون إلى أن
يتّخذوا من هذه الحيرة مادّة لفتح البصائر على آفاق جديدة لأبناء مدارس عربيّة لا
يدرّس أغلبها، لأمر مّا، الفلسفةَ. والمفارقة أنّ أكثر هؤلاء ينتمون إلى مجتمعات
شديدة المحافظة والتديّن. وأكبر ظنّي أنّ جزءا كبيرا منهم متعطّشون إلى برد اليقين
وسيجدون في دفء السؤال النقديّ بعض الطمأنينة بفضل ما تيسّره الفلسفة من انفتاح
فكريّ وحسّ نقديّ. وكلاهما، لو ندري، ترياق من التعصّب والتطرّف والبحث عن الخلاص اليائس
في جنّات الأوهام القاتلة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أمّا الإقبال على الرواية فليس مردّه في تقديرنا ما
شاع من أنّ الثقافة العربيّة تعيش زمن الرواية. فقد كان شغف العرب بهذا الجنس
الأدبيّ، منذ اتصالهم بالفنّ السرديّ الغربيّ في بدايات عصر النهضة، أكبر ممّا
نتصوّر حتّى تخصّصت بعض الصحف والمجلاّت المصريّة في ترجمة الروايات مثل ترجمات
نقولا رزق الله بـ"الأهرام" و"مجلّة الراوي" لأنطانيوس عبده
علاوة على"مسامرات الشعب" لخليل صادق وغيرهم كثير. وربّما كانت عودة
الاهتمام بالرواية في العقدين الأخيرين بالخصوص تعبيرا عن حاجة ثابتة لفهم ما يجري
من تحوّلات في عالمنا العربيّ. ففي غياب التحاليل السوسيولوجيّة مثلا للواقع
العربيّ وتقلّباته المعقّدة والتحاليل النفسيّة لحيوات مأزومة في سياقات الهزائم
المتتالية تصبح الرواية بديلا من هذا كلّه في كشف تعقّد الحياة والتعبير عن
الأوجاع والخيبات. ففي مرايا السرد تتلألأ جواهر الحيرة وتتخفّف النفوس من ضغط
الإحباط. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لا أذكر من زعم أنّه لا يوجد عالم متخلّف بل يوجد
عالم لم نحسن تحليله. وعلى قياس هذا، لنا أن نزعم أنّه لا توجد أزمة قراءة في
المطلق بل توجد ربّما حاجيات لم نتفطّن إليها لنلبّيها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<br />
<div align="right" style="margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; text-align: right;">
<span style="font-family: "Traditional Arabic", serif; font-size: 16pt;"><br />
<!--[if !supportLineBreakNewLine]--><br />
<!--[endif]--><span dir="RTL" lang="AR-SA"><o:p></o:p></span></span></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-86816871152164409852016-10-13T14:18:00.002-07:002016-10-13T14:18:50.389-07:00عن مأساة «باغندا» ولامبالاة جمهوره<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEge4Tr7D7bIcB3UrFlD2MicJnheMmtkO1lUhpAIG3S-gULtXkfFrHsRw1g0tS9H_ueZ69tIgmC0y51PIOUP9yniyX2Rm32RSqPfnBPPSFboIKzhKhb85S_kksTpLnyeR-a0Um8OOqzVGp0F/s1600/%25D8%25AD%25D8%25B3%25D9%2586+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2588%25D9%2588%25D8%25AF.gif" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEge4Tr7D7bIcB3UrFlD2MicJnheMmtkO1lUhpAIG3S-gULtXkfFrHsRw1g0tS9H_ueZ69tIgmC0y51PIOUP9yniyX2Rm32RSqPfnBPPSFboIKzhKhb85S_kksTpLnyeR-a0Um8OOqzVGp0F/s320/%25D8%25AD%25D8%25B3%25D9%2586+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2588%25D9%2588%25D8%25AF.gif" width="212" /></a></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="line-height: 27.75pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-outline-level: 1; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 21pt; margin-bottom: 0.0001pt; text-align: center;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: brown; font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR;"> حسن
داوود، القدس العربي، 13 أكتوبر 2016</span></b><b><span style="color: brown; font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; text-align: center;">
<span style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR;"><a href="http://www.alquds.co.uk/wp-admin/post.php?post=612565&action=edit"><i><span style="color: #ff3030;"><o:p></o:p></span></i></a></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; text-align: center;">
<span style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR;"> </span><span style="background-color: white; color: #262626; font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18pt;"> </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.5pt; margin-bottom: 17.25pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 7.5pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18pt;">كان الراوي ما يزال
في بداية حياته المهنية حين نشر مقالا عن الاختفاء السريع لباغندا «الجوهرة
السوداء في تاج كرة القدم التونسي». كان مقالا بكرا إذ لم يكن كاتبه الشاب يعلم أن
ليس كل ما يعرف يُقال، وأن مصالح ووساطات وشؤون عليا يجب أن تؤخذ في الحسبان قبل
كتابة كل ما يتعدى الروتيني والعادي. جرى الردّ على المقال سريعا من نافذين في
الإعلام الرسمي والنقابي، لتطوى بذلك حكاية باغندا في الصحافة. لكن الراوي عاد
إليها بعد سنوات كثيرة ليضع فيها كتابا. كانت تلك السنوات الفاصلة كافية لأن ينسى
الناس ذلك البطل النادر الكفاءة الذي كان يشبَّه ببيليه أسطورة البرازيل، بل إن
ذاكرة التونسيين، بحسب الكتاب- الرواية سريعا ما أسقطته منها إذ بدا بين ليلة
وضحاها كأنه لم يكن. كتاب شكري المبخوت، أو روايته، أو تحقيقه، الغني بالتفاصيل
والوقائع والأسماء، يتنقّل بالتدريج من حكايته الأولى عن الاختفاء إلى تأريخ
تفصيلي لما تدرّجت فيه أحوال تلك اللعبة، واجتماع الوصوليين والمتنفّذين حول
كعكتها حين باتت في تلك السنوات أحد مراكز النفوذ والتنازع على تجميع المال.<br />
ما استجمعه الروائي شكري المبخوت عن تلك اللعبة وعما أحاط بها في سنوات الاضطراب
تلك (1986- 1988) يضع قارئ الرواية أمام سرد مفصّل ومتداخل لتهافت الوصوليين حول
تلك اللعبة التي لم يكن ممكنا لها أن تنمو وتتطوّر منطلقة من ديناميتها الخاصة.
فما أحاط بها، أو بوليمتها، كثير وعديد إلى حدّ أننا، فيما نحن نصل إلى الصفحات
الأخيرة من الرواية، نجد أنفسنا متسائلين عن باغندا، أين هو، ولماذا يُكتفى منه
بتبنّي قضيته فيما هو كبطل للرواية يظل متواريا. كان علينا أن ننتظر تلك الصفحات
الأخيرة إذن حتى نعرف ماذا حصل له وإلى أين أودى به تآمر المتآمرين عليه. في
الرواية التي تحمل اسمه «باغندا»، التي كان هو ذريعة كتابتها، يظلّ غائبا ومجهولا.
لم يتعدّ ما كتب عنه ذكر ما قيل وما أخفي عن مصيره، وكذلك تفاصيل عن نشأته في الحي
القريب من الحي الذي نشأ فيه الراوي. لكن حضور باغندا في الرواية هو من قبيل حضور
الغائب، حتى إن قرأنا عن علاقته الغرامية وسلوكه المتفلّت عما ينبغي أن يكون عليه
نجم رياضي. لقد بدا مثلا أقلّ ظهورا من شخصية عماد بلخوجة الفاسد المنشئ المتحكّم
باللعبة عامة والمقيم لها مؤسسات وأبنية وأنظمة، وكل ذلك على قواعد فاسدة.<br />
حضور باغندا هو حضور الرمز إذن، أما عماد بلخوجة فحضوره حضور الفاعل صانع
التحوّلات وتفاصيلها. ربما كان السبب في ذلك كامن في الطبيعة التحقيقية للكتاب حيث
كان على الكاتب أن يتبع الحلقات المتتالية التي تفسّر وقائع اختفاء باغندا ثم
وفاته. من هذه مثلا تحويل لعبة كرة القدم التونسية من كونها هواية إلى كونها
احترافا، وإنشاء مبنى خاص لتدريب اللاعبين ولإقامتهم. ثم تنظيمها كسوق يجري فيها
نزاع الفرق على ضمّ اللاعبين أو شرائهم، ثم أيضا الصراع الضاري على تبوّء رئاستها
نقابيا أو رسميا، ثم تورّط السلطة السياسية بين المتنازعين عليها، وكذلك إقامة ما
يشبه وكالات مراهنة لها في الأحياء يديرها تحالف عصابات.<br />
لم يفوّت شكري المبخوت شيئا مما يتعلّق بتلك اللعبة في سنوات «ذروتها» تلك. ربما
كانت روايته هذه غير مسبوقة لجهة موضوعها أولا ثم مثابرتها على الخوض في تفاصيله.
ومع ذلك الحرص على جلاء حقيقة ما جرى (وصولا إلى الكشف عن مصير باغندا) كان على
الكاتب أن يبذل جهدا فائضا لكي لا يغرق عمله في تلك التفاصيل، كما لكي يجري العمل
هذا مجرى الرواية.<br />
ربما كان غياب باغندا، أو تغييبه، هو ما أتاح بقاء الروائية مرافقة لسرد تلك
الوقائع. كان باغندا حاضرا كأنما وراء الستارة التي تجري الأحداث أمامها. ثم،
ولنضف إلى ذلك، حضور الراوي نفسه في الرواية التي، في وجه من وجوهها، بدت ناقلة
لسيرته في العمل بالصحافة. وهذه تمثّل الأقنوم الثاني في الفساد الموصوف، الذي لا
يقلّ فداحة عن الفساد المتصل بلعبة كرة القدم، بل ويظهر أن الفساد مستشر في أقانيم
الحياة عامة حيث نقرأ في الصفحات الأخيرة ما يشبه المرثية الساخطة التي تطال كلّ
شيء، بما في ذلك لا مبالاة قوم باغندا حيال كل ما يجري لهم وإبقاء ذاكرتهم خالية
مما ينبغي أن يظلّ متشبّثا فيها.<br />
إنها رواية خروج من الفساد العميم إلى عالم آخر جديد. الرواية هي بيان لتفصيل ذلك
الخروج وضرورته، وقد حمل الفصل الخير من الرواية «غروب الحكاية أو التحقيق
المستحيل» المرافعة التي أوصت بالمغادرة إلى بلدان أخرى، غير بعيدة على أي حال،
حيث يستحيل البقاء هنا.<br />
رواية «باغندا» لشكري المبخوت صدرت عن دار التنوير في 240 صفحة، 2016<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.5pt; margin-bottom: 17.25pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 7.5pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18pt;">٭ روائي لبناني<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-70776656113752488242016-10-13T14:07:00.000-07:002016-10-13T14:07:32.761-07:00رواية مذهلة موجعة عن "رأسماليّة كازينو القمار العالميّة"<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh-jxT0D5KJuAJzq8BVKNnO8PSzC_syYSyE5i3j8163dQgZ0hC2Eu71p6K9oUyxGPRJM2sUqxuOablDpDxuQpNqy-PDI23qpsfY4q-c-dw27VjrcJpa5JT8GA9aefjlZhYwNPofv0Dz8UwE/s1600/FMI.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh-jxT0D5KJuAJzq8BVKNnO8PSzC_syYSyE5i3j8163dQgZ0hC2Eu71p6K9oUyxGPRJM2sUqxuOablDpDxuQpNqy-PDI23qpsfY4q-c-dw27VjrcJpa5JT8GA9aefjlZhYwNPofv0Dz8UwE/s320/FMI.jpg" width="229" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b><br /></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b>(نشرت في موقع الضفة الثالثة بالعربي الجديد </b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b>يوم 13 أكتوبر 2016)</b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بات المسار العام لرواية النهب العالمي بعد استقلال
الدول ونهاية الحرب الكونيّة الثانية معروفا لفرط تكراره: في بداية الرواية يتعرّض
بلد من البلدان إلى مشاكل ماليّة فيهبّ صندوق النقد الدولي لمساعدته في صيغة قروض.
ولكن هذا التمويل مقيّد بسلسلة من الإجراءات يقصد منها ضمان القدرة على تسديد تلك
القروض. فيقدّم مسؤولو الحكومة المستلفة خطاب نوايا يلتزمون فيه طوعيّا بتطبيق تلك
الإجراءات. ولكنّ القرض يقدّم على مراحل تناسب وفاء هذه الحكومة او تلك بما التزمت
به. ولا يحتاج المسؤولون إلى موافقة البرلمان لأنّ هذه الاتفاقيّات ليست في عرف
الصندوق ذات طابع دوليّ. وهي سرّيّة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وتتابع الأحداث الأساسيّة للرواية ، بعد ذلك، ولا
تتغيّر إلاّ بعض التفاصيل بحسب هذا البلد أو ذاك سواء لتفكيك الاتحاد السوفياتي
وبلدان الكتلة الشرقيّة ويوغسلافياأو لإنهاء نظام الفصل العنصريّ في جنوب إفريقيا
أو لمعالجة ديون أمريكا اللاّتينيّة أو أزمات أيسلاندا أو إيرلندا أو اليونان وغير
هذا كثير. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وما يودّ أرنست فولف في كتابه الصادر بالألمانيّة
سنة 2014 بعنوان ترجمته الحرفيّة هي "القوة العظمى: صندوق النقد الدولي ويوميات
نهب العالم" (ترجمه إلى العربيّة عدنان عباس علي بعنوان "صندوق النقد
الدولي: قوّة عظمى في الساحة العالميّة"، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، المجلس
الوطني للثقافة والفنون والآداب، العدد 435، أبريل 2016) هو الإجابة عن أسئلة
بسيطة في ظاهرها أبرزها: لمصلحة من يعمل هذا الصندوق؟ ومن يستفيد من إجراءاته؟ <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الأزمات ووصفة العلاج<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">تشترك الروايات المختلفة عموما في ظهور بوادر أزمة:
من ذلك مثلا تراجع الطلب على السلع وانخفاض أسعار الموادّ الأوليّة وارتفاع أسعار
الفائدة ارتفاعا يؤدّي إلى العجز عن تسديد أقساط الديون للمصارف الدوليّة العملاقة
فيستدعي الوضع الاقتراض من صندوق النقد الدولي باعتباره الملاذ الأخير للسيولة
النقديّة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وليس للصندوق إلاّ مبادئ أربعة تقوم عليها الحلول هي:
ليبيراليّة وتحرير واستقرار وخصخصة. ومنها تُشتقّ الإجراءات التي عادة ما تنحصر في
انتهاج سياسة تقشّف مالي وخفض قيمة العملة الوطنيّة ورفع معدّلات الفوائد وإلغاء
القوانين الحمائيّة على الواردات من السلع وتداول العملات الأجنبيّة والتركيز على
الإنتاج القابل للتصدير وفتح المجال للاستثمارات الأجنبيّة وخصخصة المشاريع
الحكوميّة وأملاك الدولة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ هذه الوصفة هي جوهر ما يسمّيه الصندوق وخبراؤه
ببرامج التكييف الهيكليّ التي صاغها منذ سنة 1979 وما تزال سارية المفعول.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الفخ والمتاهة<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وإلى حدّ هذه المرحلة تبدو الأمور طبيعيّة في
اقتصاد يقوم على الانفتاح والترابط العولميّ. فالإقراض آليّة من آليّات الاقتصاد
الرأسماليّ. ولكنّ النتائج التي تستتبعها هذه الإجراءات تشمل الجانبين الاجتماعي
والاقتصاديّ. فعمليّا تُجمّد أجور موظّفي الدولة أو تُخفّض ويُسرّح عديد العمّال
ويُقلّص الإنفاق العام على الخدمات الاجتماعيّة من تعليم وصحّة وتقاعد ويُلغى
الدعم على الموادّ الغذائيّة الأساسيّة والوقود وتتدهور القيمة الشرائيّة لعموم
المواطنين ويُقضى على المشاريع الزراعيّة والصناعيّة الصغرى وتُغلق المصانع التي
تعلن إفلاسها ممّا يضاعف البطالة. وهذا غيض من فيض من المآسي الاجتماعيّة.
فالتناسب بين المضيّ قدما في تطبيق "الوصفة العلاجيّة" والكوارث التي
تؤدّي إليها بيّن لا يحتاج إلى دليل.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">غير أنّ لهذه الفصول المتتابعة من الرواية في مختلف
البلدان التي عانت وما تزال من هذه اللبيراليّة الجديدة وجها سعيدا لا بدّ من
ذكره. فالإجراءات المختلفة تتيح لرأس المال العالمي المتمركز لدى أقلّيّة من
الشركات والمصارف العملاقة فرصا ما تنفك تتوسّع للاستثمار وزيادة الأرباح. بل
كلّما تعمّقت الأزمات وتبعاتها تكاثرت فرص جني أرباح خياليّة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ورغم تسويق خبراء صندوق النقد الدوليّ ومنظريه خصوصا
منهم من يسمّون "صبيان شيكاغو" (نسبة إلى خريجي جامعة شيكاغو ومنظرها
الاقتصادي ملتن فريدمان) ورغم الزعم بأنّ القصد منها هو تنشيط الاقتصاد المأزوم
وضمان قدرة البلدان على خدمة ما بذمّتها من الديون فإنّ الواقع يثبت أنّ ما يحصل
هو العكس تماما. إنّه فخّ يجعل البلد المقترض يتحمّل الفوائد والفوائد المركّبة
وأقساط تسديد الدين ممّا ينعكس على موازنة الحكومة والاقتصاد ويزيد الأزمة تردّيا.
وسرعان ما يصبح الاقتراض من الصندوق لغاية تسديد الديون السابقة وفوائدها
المتراكمة! وعندها يطالب الصندوق بالتقشّف الذي لا يتحمّل تبعاته إلاّ جمهور
العمّال والموظّفين والفقراء. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وسرعان ما ينقلب الفخّ الذي ينصبه الصندوق إلى
متاهة لا مخرج منها. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أهداف معلنة وسياسات كارثيّة<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">نفّذ الصندوق بين سنتي 1981 و1993 في سبعين بلدا
ناميا 566 برنامج تكييف هيكليّ. وكانت النتائج الوحيدة الثابتة تتلخّص في ثلاث:
أوّلها الإضرار بالعمال والموظّفين وثانيها الأرباح الأسطوريّة للمستثمرين الأجانب
وثالثها التبعيّة المطلقة لأسواق المال العالميّة. (ص50). <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">والسؤال البديهيّ: لمَ ترضخ الحكومات لشروط الصندوق
وهي تعرف نتائجها بصفة قبليّة؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">يشير إرنست فولف إلى أنّ البلدان التي لا تقبل بشروط
الصندوق تجد نفسها معزولة فاقدة لثقة المصارف التجاريّة والمقرضين الدوليّين.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولم يكن الهدف المعلن من إنشاء الصندوق، وهو مساعدة
الدول النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبيّة على تحقيق درجة من الرخاء
والتنمية، إلاّ كذبة أخفت النوايا الحقيقيّة. فقد تبيّن أنه يرمي من وراء الادعاء
بإقامة "نظام نقديّ عالمي خال من العيوب" إلى جعل الولايات المتحدة
الأمريكيّة تهيمن على النظام العالميّ. وليس أدلّ على ذلك في بادئ الأمر من جعل
الدولار الأمريكيّ عملة ثابتة تقاس بها أسعار صرف جميع العملات ممّا يمكنها من
توجيه النظام النقدي الجديد ويبسط سلطانها على العالم برمّته وييسّر للمستثمرين الأمريكيّين
الانتشار في جميع أرجاء المعمورة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وفي ظلّ اقتصاد عالميّ يهيمن عليه القطاع المالي
على حساب قطاع الإنتاج الحقيقيّ تغيّرت بنية النظام الرأسماليّ. لذلك فإنّ التفسير
الوحيد لتدخّلات صندوق النقد الدوليّ هو العمل على مساعدة الدول المأزومة على
تسديد ما بذمتها من ديون أجنبيّة فيقوم من خلال عمليّات الإقراض المتتابعة مقام
الدائنين الأجانب حتّى يضمن لهم استرجاع رأس مالهم. وبالمقابل يدفع دافعو الضرائب
والفقراء في البلدان المقترضة ثمن الأزمة علاوة على ثمن الفساد والرشوة وغياب
الحوكمة الرشيدة عند تطبيق مختلف الإجراءات خصوصا منها ما يتعلّق بالخصخصة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">مقاومة وعنف وخيانات<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولم تمرّ سياسات الصندوق دون ردود فعل المواطنين في
بلدان عديدة. لكنّهم وُوجهوا أحيانا بالانقلابات العسكريّة والمذابح التي طالت
الآلاف (مثال المكسيك) وتعرّض المحتجّون من الطلبة والنقابيّين بالخصوص إلى القتل
والاعتقال (في جمهوريّة الدومينيكان وفنزويلا والنيجر ومصر وغيرها كثير).<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بيد أنّ لرأس المال طرقه في تدجين الاحتجاجات.
فالنخبة الماليّة العالميّة من أصحاب المصارف وصناديق الاحتياط وشركات التأمين
والشركات العملاقة تستثمر في وسائل
الإعلام العالميّة لإخفاء الحقائق والتمويه على الناس. وتموّل بعض الجامعات مثل
هارفارد وستانفورد لتخريج الكوادر الطيّعة وتموّل كذلك مؤسّسات"صناعة
الرأي" والحملات الانتخابيّة للسياسيّين الذين يحمون مصالحها. وفي الآن نفسه
تشتري ذمم النقابيّين كي يحدّوا من الاحتجاجات الاجتماعيّة. ففي أيرلندا مثلا أخمدت
النقابات غضب العمال الذين تدهورت مقدرتهم الشرائيّة بعد سنوات رخاء بعيدا عن إجراءات
صندوق النقد الدوليّ. إذ صادقت النقابات الإيرلنديّة، باتفاق مع الحكومة وأرباب
العمل، على إجراءات خفض رواتب الموظّفين وزيادة الضرائب على الأجور وتجميد معاشات
التقاعد... إلخ. وبالمقابل حظي بعض النقابيّين بامتيازات سخيّة ومشاريع شخصيّة
تقديرا "لتعاونهم".<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولكنّ مثال جنوب إفريقيا أشدّ دلالة. فقد قادت
نقابات السود احتجاجات المواطنين على تدهور مستوى معيشتهم بعد أن عقد زعماء
المؤتمر الوطني بمن فيهم مانديلا حسب المؤلّف صفقات مشبوهة مع الصندوق خانوا بها
ما وعدوا به قواعدهم. ولكن التكتيك النقابيّ قام على إفراغ الإضرابات المتفرّقة من
<span style="color: red;">ا </span>تأثيرها وهو ما يسّر للحكومات تطبيق الإجراءات
الليبيراليّة الجديدة. وكانت المكافأة مجزية: فسايريل رامافوزا أحد رفاق مانديلا
والعضو المؤسّس لنقابة عمّال المناجم والاتحاد العام للنقابات هو اليوم من كبار
رجال الصناعة ومن أغنى أغنياء جنوب إفريقيا. (وبالمناسبة يقدّم إرنست فولف في
الفصل الثامن من كتابه صورة عن منديلا المتواطئ الثريّ مخالفة تماما للصورة
السائدة!). <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">عالم بدون صندوق نقد دوليّ!<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لقد استطاع إرنست فولف، أستاذ الفلسفىة في جامعة
بريتوريا بجنوب إفريقيا الذي أنجز أطروحة الدكتورا بجامعة الصوربون الفرنسيّة
(باريس الرابعة) "من الأخلاق إلى العدالة: اللغة والسياسة في فلسفة لافيناس"،
أن يقدّم في هذا الكتاب مسائل اقتصاديّة وماليّة معقّدة برؤية المفكّر الأخلاقي الذي
لا يتورّع عن إدانة المظالم وبحسّ إنسانيّ عميق يؤمن بانّ العدل أساس العمران
العالميّ. ولكنّه، إذ يعبّر صراحة عن مناهضته "لرأسماليّة كازينو القمار
العالميّة" على حدّ استعارته البديعة (ص 158)، فإنّه يحرص على تقديم الحقائق
موثّقة مدقّقة عبر فصول الكتاب التي بلغت 22 فصلا. والأهمّ من تلك الحقائق
والوقائع حرصه على سردها ضمن نسق واضح متماسك، رغم اختلاف سياقاتها وتنوّعها،
ليكشف آليّات النهب المنظّم الذي يمارسه صندوق النقد الدولي على بلدان العالم.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لذلك فإنّ الكتاب، رغم طابعه الاقتصاديّ وبفضل جودة
العربيّة التي ترجمه بها عدنان عباس علي، يقرأ على أنّه رواية مشوّقةٌ، بأسرارها
التي يكشفها المؤلّف بتأنّ، مذهلةٌ باحداثها المتنوّعة التي تدور في مختلف أرجاء
المعمورة. غير أنّ القارئ يخرج من هذا الرواية بمرارة في الحلق بسبب خواتم فصولها.
فالعبرة التي تجلوها إنّما هي جشع راس المال المالي على حساب قوت الناس اليوميّ
وتعليمهم وصحتهم ومعاشات تقاعدهم. لذلك كانت الرواية موجعة حقّا مؤلمة إيلاما
قاسيا تشرّح بنصل حاد جسد اقتصاد عالميّ يسير بخطط عقلانيّة جدّا وعلميّة جدّا نحو
مشهد سورياليّ أو عبثيّ لا يحفل بأدنى القيم الإنسانيّة رغم نبرة التفاؤل التي
أبداها المؤلّف، في الفصل قبل الأخير من كتابه: تفاؤل بيقظة الشعوب وقيام عالم جديد
دون صندوق نقد دوليّ. <o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-46883686488004136052016-10-09T08:01:00.000-07:002016-10-09T08:01:18.840-07:00في أولمبياد الفكر والثقافة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiPhJGwAmWqwm_o6jlXg7POacbEM2xUbuseA18HkPS08CffcAQ5nWgbf1gsbjkz_Tc4o-gjlMHJAYGJU3cIKZm9v0i5rRO6ZAQU9mdWdryRDFA_178-TMLXRjS0B_i1qXEgBEhhnAiXQPVr/s1600/Rio-2016-Olympics6.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="205" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiPhJGwAmWqwm_o6jlXg7POacbEM2xUbuseA18HkPS08CffcAQ5nWgbf1gsbjkz_Tc4o-gjlMHJAYGJU3cIKZm9v0i5rRO6ZAQU9mdWdryRDFA_178-TMLXRjS0B_i1qXEgBEhhnAiXQPVr/s320/Rio-2016-Olympics6.jpg" width="320" /></a></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 16.0pt; line-height: 115%;">(نشر المقال في العربي الجديد)<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">انطفأت الشعلة الأولمبيّة في ملعب
"ماراكانا" الشهير في حفل "تطهير الروح" معلنة عن انتهاء دورة
ريو دي جانيرو مؤذنة بأولمبياد طوكيو </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 14.0pt; line-height: 115%;">2020</span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">.
كان حفل الاختتام، شأنه شأن حفل الافتتاح، مدهشا بديعا خلاصته متعة للعين وغبطة للأذن
وبهجة للقلب ونشوة للروح. بيد أنّني، بعد ما يفوق الثلاث ساعات من الحبور
الاستثنائيّ، خرجت بشيء من المرارة في الحلق مردّها إلى الحصيلة الهزيلة للعرب
العاربة الأقحاح والمستعربة المجنّسة مجتمعين. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ورغم مزاعم حياد الألعاب عن السياسة ومفاسدها
وتعلّقها بالكونيّ الإنسانيّ المشترك فقد أكّدت موضوعيّا أنّها صورة من التوازنات
الحضاريّة على كوكبنا اليوم وصورة من<span style="color: red;"> </span>اختلال إنتاج المعارف والتقنيات
وتوزيعها بين بني البشر ومرآة تعكس</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" lang="AR-TN" style="color: red; font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الفجوات المتزايدة
بين من يملكون مفاتيح الاقتصاد ويسيطرون على سياسة القرية الكونيّة والتابعين لهم
بإحسان أو بغير إحسان. أفي هذا ما به نعزّي أنفسنا أم نضاعف حسرتنا على حالنا؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وبنزعة من ابتُلي بالثقافة والأدب تداعت في الذهن
أولمبيادات أخرى للعلوم في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الأرض والفلك
وغيرها ممّا لا تحتفي به وسائل الإعلام ولا يهمّ كثيرا عامّة الناس وعشّاق
الرياضة. ولست أظنّ أن حالنا في هذا الباب مختلف عمّا خرجنا به من ريو دي جانيرو. فبأيّ
شيء تفتخر ثقافتنا العربيّة الإسلاميّة؟ وفيم يمكننا أن نتميّز على الصعيد
العالميّ؟ <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">علينا أن نعترف بأنّ شعوبنا مهووسة بهويّتها
الجريحة إذ تَرْكن إلى الثابت منها كلّما اشتدّ بها الأذى وشعرت بالقهر والإذلال. فهل
سنجد في هذه الهويّة تحديدا بعض ما به نفاخر الأمم فنحوز في أولمبياد الثقافة
والأدب بعض الميداليّات الذهبيّة؟ ألسنا أمّة ورثت لغة من أعرق اللغات التي سادت
العالم لفترة طويلة وهي اليوم رغم كلّ شيء لغة عالميّة؟ ألسنا ورثة دين عالميّ
أعلن للعالمين نهاية الميتافيزيقا بقطع العلاقة بين السماء والأرض ففتح للبشر
إمكانيّة كتابة تاريخهم بأنفسهم؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بيد أنّني لست متأكّدا من قدرتنا، حتّى في هذين
المجالين، على الحصول على الميداليّات. فما الذي أنتجنا في العلم اللّغويّ عدا ما
ورثناه عن النحاة القدامى فطفقنا نردّده حفظا أبله وتكرارا بليدا كالببغاوات دون
فهم روح العلم فيه، باستثناء محاولات جديّة قليلة أغلبها لم يخرج من رفوف
الجامعات؟ علينا أن نعترف بعجزنا عن تقليم هذه الدوحة الوارفة الباذخة التي
نسمّيها اللّغة العربيّة وسقيها بما ابتكرته البشريّة من دقيق المناهج وجليل
المفاهيم ومخصب النظريّات بل صارت لغتنا في أجزاء كثيرة من "بلاد العرب أوطاني"
مهدّدة فعليّا في وجودها، غريبة بين من يعتبرون أبناءها. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أمّا الأدب الذي نكتبه بهذه اللّغة العظيمة
فمنافسته في مضمار الإبداع الكونيّ، بروافده المتعدّدة، محدودة جدّا رغم نرجسيّات بعض
كتّابنا المتضخّمة وبضع<span style="color: red;"> </span>ترجمات كثيرها كاسد في سوق
الكتاب العالميّة وقليلها يجد شيئا من الرواج. ورغم ذلك نتّهم بمناسبة الإعلان عن جائزة
نوبل للآداب لجان التحكيم وألاعيب السياسة العالميّة حتّى لكأنّ في إبداعنا الأدبيّ
من أمثال نجيب محفوظ العشرات. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وإذا كان الإسلام بأساسه الروحيّ المكين ونزعته
الكونيّة الإنسانيّة في أصل مشروعه الحضاريّ حمّالَ أوجهٍ فإنّنا لم نسْتَبق منه
إلاّ وجها مفزعا مروّعا للعالمين. فأهله الذين يتصدّرون المشهد صاروا مختصّين في
مسْرحة العنف والقتل يبتكرون منه أنواعا تنضح وحشيّة أو يستعيدون من تاريخ
المسلمين أنماطا من البربريّة التي تنفّر البشريّة الحديثة. لقد أفرغ سدنةُ الشريعة،
عبر التاريخ، الإسلامَ من قوّته الروحيّة الهائلة وطاقته المعنويّة الخلاّقة
ليختزلوه في أحكام وأوامر ونواهٍ لا تبهج نفسا ولا تطهّر روحا. فأيّة قيم سنقدّم
للعالم وأيّ صورة للروح سنبشّر بها؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لسنا ننمّي بهذا الذي نقول اليأس والقنوط ولكنّنا
ندعو إلى الوقوف للحظات فقط أمام المرآة وما تجلوه لنا بمناسبة مشاركاتنا المختلفة
في المحافل الكونيّة الكبرى. ففي هذه المحافل يخرج من خفّت موازينه من الميداليّات
الحقيقيّة والمجازيّة منكسَ الرأس يتلظّى بنار المذلّة والمهانة والصغار. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">هذا بعض ما علق في الحلق من علقم الخيبات التي تلاحقنا
أينما ولّينا وجوهنا.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-14966468568097990732016-10-09T07:18:00.001-07:002016-10-09T07:18:55.702-07:00الديمقراطيّة والأزمة الاقتصاديّة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b> (صدر بجريدة الشعب يوم 15 سبتمبر)</b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">يصادف صدور هذا العدد اليوم (</span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 14.0pt; line-height: 115%;">15</span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">
سبتمبر) اليوم الدوليّ للديمقراطية. ورغم قيام هذا الاحتفال العالميّ على تأكيد
المواقف الإيجابيّة بدل البكائيّات وإبراز وجوه التقدّم في البناء الديمقراطي بدل
الحديث عن الخيبات والتحدّيات فإنّ ما يدعونا إلى حديث مبنيّ على الخوف على
الديمقراطيّة مأتاه اعتماد دول العالم في السنة المنقضية لخطة التنمية المستدامة لعام
</span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 14.0pt; line-height: 115%;">2030</span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">. وقوام هذه
الخطّة التي وضعت تحت شعار "مستقبل أفضل للجميع" هو القضاء على الفقر بجميع
أشكاله، ومكافحة مظاهر عدم المساواة والظلم،
وحماية المناخ على كوكبنا.</span><span dir="LTR" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وبتنزيل الاحتفال في سياقنا التونسي فإنّني أجد ضربا
من الشعور بالقدريّة يتهدّد في تقديري التأسيس الديمقراطي ببلادنا. ويتملّكنا هذا
الشعور كلّما حاول الواحد منّا أن يقيّم الحاصل من المسار الانتقالي بعد خمس سنوات
من الحراك الهائل الذي شهدته البلاد. فالتناسب طرديّ بين سيطرة الشعور بأنّ
الآليّات والعقليّات والتصوّرات القديمة تعود إلى مواقعها والابتعاد التدريجيّ عن
الشعارات التي رفعها الناس خلال الثورة وبعدها. ولعلّ هذا أكثر ما يتهدّد فعليا
المشروع الديمقراطيّ في تونس.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ففي كل يوم نسمع تحذيرات من إمكانيّة عدم صرف أجور
الأشهر المقبلة وفراغ الخزينة كما لو أنّ من أعدّ الميزانيّة أخطأ في تقديراته
وعلى الأجراء تحمّل تبعات هذا الخطإ أو كأنّ مهمّة الدولة أن تدفع الأجور وهي
عاجزة عن أن تقبض ما هو مستوجب لها من دافعي الضرائب. فمهما يكن حجم كتلة الأجور
فمن الكذب على الناس القول إنّنا نقترض لندفع الأجور فأبسط الناس يعلمون أنّ
مصدرها الموارد الذاتيّة للدولة التي يبدو أنها غير قادرة على فرض القانون
واستخلاص ما قدرته من أموال الضرائب. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وبين الحين والآخر يخرج علينا هذا المسؤول أو
ذاك بتهديدات جدّيّة بتطبيق سياسات
التقشّف التي طبقت في بلدان عديدة ولكنها لم تفرز إلاّ مزيدا من المشاكل
والتوتّرات ولم تصلح فاسدا. والأغرب أنّ بعض من هم مؤتمنون على تعديل الاقتصاد
وتحقيق توازناته مثل السيّد محافظ البنك المركزي لا يتوانى عن تذكيرنا في كل
مناسبة، ببرودة أعصاب كما لو أنّه غير معنيّ بالأمر ولا مسؤوليّة له فيه، بأنّ
الدينار سيتدحرج أكثر فأكثر! <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وليست المشكلة في الأرقام المقدّمة، فهى على
تضاربها أحيانا تمثّل مؤشّرات سلبيّة، ولا في مدى جدّيّة المخاطر فهي قائمة فعلا
وفي تجارب البلدان التي تعاملت مع صندوق النقد الدولي والبنك العالميّ وخضعت
لشروطهما ما ينبئنا عن بعض ما ينتظرنا في قادم السنوات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ المشكلة تكمن في ما يبدو لنا بمثابة سيناريو
جاهز شاهدنا فصوله وحلقاته في بلدان أخرى عاشت بعض ما عشناه وهي اليوم رهينة
القروض ودفع الفوائد المركّبة مع خفض العملة ورفع معدّلات الفوائد والتخفيض في
الأجور وغير هذا ممّا بات معروفا من حلول قاتلة. فالمبتغى الأسمى هو خصخصة
المشاريع الحكوميّة وأملاك الدولة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ الشعور الذي تحدثنا عنه إنّما هو شعور بالكارثة
المحدقة التي لا فكاك منها سواء ترجمناها عقلانيّا إلى سياسة ليبيراليّة متوحّشة
أو حدسناها حدسا ممّا نعيشه يوميّا. والأخطر انّ السياسيّين والتكنوقراط الذين
يسندونهم يرون ما نرى ولكنّهم لا يقومون إلاّ بتأجيل المصيبة في انتظار وقوعها أو
تقديمها للناس على جرعات. فأيّة ديمقراطيّة يمكن أن تبنى أو تطوّر في مثل هذا
السياق الكارثيّ؟ وهل تعني الحريّة لدى القوى الماليّة العالميّة والمحلّيّة المتنفّذة
نفس ما تعنيه لدى النخب والشعوب؟ <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولئن قامت النخب القانونيّة في تونس بدور تاريخيّ
في مستوى صياغة دستور يضمن الحريّات والحقوق الأساسيّة، وهو مكسب ديمقراطيّ لا ريب
فيه، فإنّ دورها في ما يبدو قد انتهى. ولكن يبدو أنّ النخب الاقتصاديّة القادرة
على تجنّب الحلول النمطيّة المفروضة المؤلمة وإيجاد المسالك الممكنة للخروج من هذه
الطريق المسدودة إمّا محكومة بنفس المنطق القاصر على الإصغاء إلى أسئلة الواقع الاجتماعيّ
والاقتصاديّ المحرجة وإمّا أنّها عاجزة فعلا عن صياغة التصوّرات وتقديم البدائل.
فقد سمعنا كثيرا عن ضرورة تغيير منوال التنمية ولكنّ لا أحد، في ما نعلم، فسّر لنا
بالباء والتاء هذا المنوال البديل. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ الأخطار التي تتهدّد ديمقراطيّتنا ليست من
الصنف العرضيّ الذي يمكن التوقّي منه بشيء من الإرادة والعزم والتخطيط ولكنّه من
صنف يمسّ أسس وجود الديمقراطيّة نفسها. فهل نسيء بهذا التقدير؟ نرجو ذلك.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-25180405287955452162016-08-24T06:59:00.001-07:002016-08-24T06:59:54.120-07:00القمر والإصبع على الطريقة الصينيّة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 14.0pt; line-height: 115%;">في محاورة من نقد رسالة رؤساء
الجامعات إلى رئيس الحكومة المكلّف<o:p></o:p></span></b></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span style="font-family: Traditional Arabic, serif;"><span style="font-size: 18.6667px; line-height: 21.4667px;"><b>جريدة المغرب، بتاريخ 16 - 08 - 2016</b></span></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">كان رؤساء الجامعات التونسيّة قد وجّهوا رسالة مفتوحة
إلى السيّد رئيس الحكومة المكلّف تضمّنت دعوة إلى "الإصغاء إلى مقترحاتهم في شأن
من سيتولّى حقيبة التعليم العالي والبحث العلميّ" معلّلين دعوتهم بما عاشه
قطاع التعليم العالي والبحث العلمي "خلال السنوات الماضية من تراجع وتفاقم للمشاكل
وعجز عن تطوير منظومتي التكوين والبحث" وهو ما يتطلّب، بالنسبة إليهم، توفّر
شرطين: أولهما "تعيين وزير ملمّ بمشاكل القطاع إلماما دقيقا وله رؤية إصلاحيّة
حقيقيّة وجرأة كافية لاتخاذ القرارات المناسبة" وثانيهما "تخصيص كتابة دولة
للبحث العلميّ" مع التحذير "من الفكرة الرائجة لتجميع ما يتّصل بالتربية
والتعليم والبحث العلميّ في هيكل واحد".<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ومهما يكن الاختلاف مع ما قدّمه رؤساء الجامعات
التونسيّة مشروعا فإنّ ما نبّهوا إليه جاء نتيجة لممارستهم اليوميّة من خلال
موقعهم الوظيفي ومعاينتهم لحال المؤسّسات الجامعيّة وطريقة عمل هياكل وزارة
التعليم العالي المختلفة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وفي هذا الصدد طالعنا في صحيفة "المغرب"
بتاريخ 14 أوت 2016 بالصفحة الثالثة مقالا نقديّا للزميلين الفاضلين عبد الستّار
السحباني ومنير الكشو. ولو اكتفى الزميلان بمناقشة الأساسيّ في رسالة رؤساء
الجامعات المفتوحة لاعتبرنا ذلك أمرا مطلوبا في هذه المرحلة السياسيّة. وأنبّه منذ
البدء إلى أنّني أناقش الزميلين باسمي الشخصيّ لأنّني لا أحبّ النزعة القطاعيّة
التي صارت سائدة في بلادنا. فرؤساء الجامعات ليسوا فوق النقد، بمن فيهم كاتب هذه
السطور، ولكن للنقد أصوله وأخلاقيّاته. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بيد أنّ ما استغربناه أن يترك الزميلان الفاضلان القمر
الذي أشارت إليه الرسالة ليتطلّعا إلى الإصبع على ما في المثل الصينيّ. والإصبع في
حكاية الحال هو أهليّة رؤساء الجامعات في مخاطبة السيّد رئيس الحكومة المكلّف
والحال أنّهم مشاركون في "جريمة" تدهور التعليم العالي! <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">هذا ما حيّر الزميلين الفاضلين فطفقا يبرزان أنّ رؤساء
الجامعات "أصحاب قرار وجزء من سلطة الإشراف" ولكنهم في رسالتهم
"يتفصّون من المسؤوليّة (...) ليلقوا بها على عاتق الوزير الحالي
وإدارته"( وهذا خطأ بيّن لأنّ الرسالة لم تخصّ بالذكر الوزير الحالي بل ذكرت
ضمنيّا جميع الوزراء). وينقلبون مدافعين عن الإدارة المركزيّة بما أنّ المسؤوليّة
مشتركة!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وللأستاذين الفاضلين أدلة دامغة على ذلك:
"فرؤساء الجامعات فشلوا في جعل مجالس جامعاتهم أطرا لتقديم مقترحات حول إصلاح
المنظومة (...) ولم يستطيعوا تشكيل قوة وازنة داخل مجلس الجامعات". وانتقل
الأستاذان إلى التساؤل عن سبب سكوت رؤساء الجامعات كل هذه المدّة؟ ولم لم يستقيلوا؟
<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وردّنا بكلّ بساطة أنّ الزميلين قد يكونان في عطلة
دراسيّة مطوّلة جدّا ولا علم لهما بما طرأ في السنوات الخمس الأخيرة في المؤسّسات
والجامعات والوزارة. فما قام به رؤساء الجامعات لمنع "كوارث" عديدة في
مجلس الجامعات نفسه منذ خمس سنوات أكثر من أن يسرد. وعذر زميلينا أنهما لا يعلمان
بما يجري في مجلس الجامعات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> ولكن يبدو
أنّهما لم يسمعا بالمناقشات التي دارت طيلة أربع سنوات حول تشخيص مشاكل المنظومة
الجامعيّة والمقترحات التي قدّمت داخل لجنة مشتركة بين ممثّلي الجامعات ونقابة
الأساتذة (وأحد صاحبي المقال مسؤول نقابيّ معروف!) والإدارة المركزيّة ولم يشاركا
في اللقاءات العديدة التي عقدتها الجامعة العامّة للتعليم العالي مثلا. هذا إذا
كانا يتابعان ما يجري في مؤسّستيهما وفي جامعتيهما وفي مستوى وطني، خصوصا لجنة
الإصلاح التي كان يترأسها رئيس جامعة تونس المنار السابق.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">فلا حاجة لرؤساء الجامعات، كما طالب الزميلان في
الفقرة الثالثة من المقال، بتقديم تشخيص للمشاكل في رسالة مفتوحة لها غرض محدّد.
فقد تعلمنا في تحليل الخطاب ألاّ نخلط بين أجناس القول دون سبب وجيه. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وليس في ما قلنا تفصٍّ من المسؤوليّة بل إثبات
حقيقة يعرفها الجميع مفادها أنّ كلّ مقترحات الإصلاح لم تجد مع السيّد الوزير
الحالي ومن سبقه إلاّ التردّد والتأجيل والتسويف في جليل الأمور وبسيطها. فممّا
يدلّ على أنّ رؤساء الجامعات تحمّلوا مسؤوليّتهم، على قدر الجهد والطاقة، في واقع
سياسيّ غير مستقر ( خمس وزراء في خمس سنوات!) أنّهم تقدّموا منذ سنة تقريبا بمشروع
قانون للتعليم العالي يعوّض قانون 2008 سيء الذكر إلى السيّد الوزير الحالي بعد أن
ناقشت المجالس العلميّة في المؤسّسات ومجالس الجامعات صيغتين أوليين منه وقدّمت إلى
جميع النقابات في التعليم العالي (الأساتذة والطلبة والموظّفين والعملة) نسخا منه
لإبداء رأيها. ولكن يبدو أنّ الزميلين لا يشاركان في ما<span style="color: red;"> </span>يجري
من نقاش في مؤسّستيهما.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وبالمناسبة هذا بعض نشاط "مجلس رؤساء
الجامعات" (والتسمية الرسميّة في الرائد الرسميّ هي "ندوة رؤساء
الجامعات التونسيّة") الذي لم يسمع به الزميلان إلاّ عند تغيير الوزراء
تلميحا ربّما لبحث بعض رؤساء الجامعات أو كلّهم ربّما عن منصب سياسيّ!.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> ونحن نعلم
علم اليقين أنّ أحد الزميلين، على الأقلّ، قد استبشر بموقف رؤساء الجامعات خلال
الأزمة الخانقة التي عاشتها البلاد في صائفة 2013 واليوم لا يذكر إلاّ رسالتين إلى
رئيسي حكومة مكلّفين! فلا نطلب من جامعيّيْن وأستاذين جليلين إلاّ شيئا من النزاهة
أو على الأقلّ حسن التوثيق. وعلاوة على
ذلك قدّم رؤساء الجامعات مقترحات عمليّة ومشاريع إصلاحيّة أخرى عديدة تشاوروا فيها
وتقدّموا بها إلى سلطة الإشراف. ولكنّ غياب الإرادة السياسيّة والجرأة وأحيانا
المصالح القطاعيّة الضيّقة والحزبيّة والآراء المسبقة والمحافظة وعدم الإلمام
بأدبيّات التعليم العالي في العالم لدى السادة الوزراء هو الذي عطّل التنفيذ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وليعلم الزميلان الفاضلان أنّ بعض رؤساء الجامعات
قاطعوا في فترة مّا مجلس الجامعات احتجاجا على انعدام الرغبة في الإصلاح والعجز
السياسيّ. ثمّ ظلّوا مع كلّ وزير جديد يتباحثون في أجندا للعمل فيرحّب ويظهر
القبول ولكن سرعان ما يتبيّن أنّه لا يمتلك الأدوات الكفيلة بتطبيق سياسة إصلاحيّة
جدّيّة. فالواقع لمن يعلم تفاصيله، أو على الأقلّ لمن يسأل قبل أن يتحدّث حديث
العارف وما هو بعارف، أنّ رؤساء الجامعات "لم يسكتوا" كما يزعم الزميلان الفاضلان ولكنهم لم يستقيلوا
لأنّ مقاطعتهم للوزارة لا تمنعهم من مواصلة العمل في جامعاتهم حتّى لا تنهار.
فقد تقدّموا لهذه المسؤوليّة عن وعي
وحازوا ثقة زملائهم بالانتخاب ليؤدّوا واجبهم الجامعيّ فلمَ يريد منهم الزميلان أن
يستقيلوا؟ هل احتجاجا على وضع انتقاليّ غير مستقرّ أو إعلانا لفشلهم في جامعاتهم
أو من باب البطولة الزائفة أو حتّى لا يتّهمهم أمثال الزميلين بالفشل والعجز؟ وقبل
ذلك وبعده، لمَ لمْ يطالب الزميلان الفاضلان باستقالة رؤساء الجامعات، أو السيد
رئيس الجامعة التي ينتميان إليها أي جامعة تونس، وهما في ما يبدو من كلامهما
يعرفان المشاكل التي يتحمّل رؤساء الجامعات المسؤوليّة فيها؟ فعلا لقد كان من
الأنسب للزميلين أن يبتعدا عماّ اعتبراه لدى أصحاب الرسالة المفتوحة "أسلوب
من يمتلك الحقيقة ويقدّم النصيحة للآخرين". ولكن يبدو أنّ الواحد منّا لا يرى
إلاّ عيوب غيره. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ ما ذكرناه لا يعدو أن يكون من باب جعل بعض
الأحكام والتقريرات الجازمة التي جاءت في مقال الكشو والسحباني نسبيّة. وكان يجدر
بأستاذين للتعليم العالي في الفلسفة وعلم الاجتماع أن يتحرّيا قبل إطلاق العنان
للاتّهامات المجانية. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ونمرّ على تفاصيل كثيرة وتلميحات غير لائقة تضمّنها
المقال لنعود إلى الجوهريّ في نقد الزميلين لرسالة رؤساء الجامعات. فحين نتثبّت
نجد الأمر محصورا في نقطتين أبدأ بأبسطهما.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">فالزميلان يعتقدان، عكس ما ورد في الرسالة
المفتوحة، أن فكرة قطب للتعليم يضمّ التربية والتعليم العالي والتكوين المهنيّ (لا
أدري هل يضمّ البحث العلمّي أم هو سهو منهما) جديرة بالنظر والنقاش. ولا خلاف في
هذا. فالحوار حول مثل هذه المسائل مشروع وضروريّ. وكم كنت أودّ أن يبرهنا على
رأيهما بدل الاحتجاج باعتماد فرنسا على مثل هذا الاختيار. ففرنسا لم تعد أنموذجا
للاحتذاء والتجارب الناجحة في العالم كثيرة. وإضافة إلى ذلك فإنّ الربط التنظيميّ
بين مستويات التعليم في فرنسا قديم من خلال مفهوم آخر هو "الركتورا" لا
الجامعة. أمّا ما جاء في الرسالة المفتوحة فمبنيّ على أنّ واقع الدمج بين التعليم
العالي والبحث العلميّ في تونس أضعف البحث العلميّ فما بالك إذا أضفنا إليه مشاكل
التربية التي تبدو في حدّ ذاتها مستعصية. فنحن نحتاج حينئذ إلى وزير سوبرمان ليؤدّي المهمّة المستحيلة في تقديري.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولكن ما لم نفهمه حقيقة هو نقد الزميلين لملامح
الوزير المطلوبة. فقد طالب رؤساء الجامعات بوزير له ثلاث صفات: يعرف القطاع، وله
مشروع إصلاحيّ، وجريء. وهي صفات مترابطة متدرّجة تجمع بين التشخيص وتصوّر الحلول
والتنفيذ. ولكنّ الزميلين الفاضلين يخبطان في هذه المسألة خبط عشواء. فقد فهما من
هذا أنّ المطلوب تعيين "خبير" أو "تقنيّ". فهل كلّ من يعرف
القطاع هو خبير وتقنيّ؟ وهل كل تقني وخبير يمتلك تصوّرا إصلاحيّا؟ وهل كل من يمتلك
تصوّرا إصلاحيّا جريء؟ أسئلة ساذجة نقدّمها لزميلينا عسى أن نفهم وجه اختلافهما مع
ملامح الوزير الذي يطالب به رؤساء الجامعات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ المطلوب عندهما هو "شخصيّة سياسيّة تحظى
بسند حزبيّ" فالإصلاح المنشود "لا يحتاج إلى قرارات تقنيّة وإنّما
سياسيّة بالأساس" (كذا!). ويضيفان أنّ شرط انتماء الوزير إلى سلك الجامعيّين
غير مطلوب لأنّ "الإصلاحات العاجلة واضحة ومعروفة"! ولكن أنّى لنا ذكاء
الأمير لنفهم ما قال الزميلان؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إذن ما "حيّر" الزميلين في رسالة رؤساء
الجامعات وأثار "استغرابهما"، على حدّ تعبيرهما، أنّهم لم يطالبوا بوزير
سياسيّ أو مسنود من "حزب أو تحالف أحزاب" للتعليم العالي! وهنا ليس لنا
إلاّ أن نكبّر ونهلّل لهذا المقترح العبقريّ. ومادام الأمر يحتاج إلى تحالف حزبي
فهل يقصدان أن يكون من النهضة أم من النداء؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">نشير أوّلا إلى أنّ التعليم العالي لم يعرف منذ ربع
قرن وزيرا من غير الجامعيّين سواء قبل الثورة أو بعدها. بل إنّ بعض الوظائف في
هيكل الوزارة لا تسند إلاّ إلى جامعيّين من أساتذة التعليم العالي لأسباب تكاد
تكون بديهيّة لمن يعرف العلاقة بين السلطة الإداريّة والسلطة الأكاديميّة. ونستغرب
أن يطالب أستاذان للتعليم العالي بأن يكون وزيرهما أدنى منهما رتبة أكاديميّة!
فبأيّ منطق يفكّران وأيّ مصلحة يدافعان عنها؟ وهل فكّرا في وضعيّة هذا الوزير
المسكين ضمن حشد من أساتذة التعليم العالي في مجلس الجامعات إلاّ إذا كانا يفكّران
في سياسيّ وحيد دهره لم تنجب البلاد مثيلا له؟ إنّها نباهة سياسيّة أعترف بعجزي
شخصيّا عن إدراك أبعادها وأسرارها<span style="color: red;">.</span><o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وإذا تركنا جانبا الجدال العقيم حول التكنوقراط
الحقيقيّين والمزيّفين، وقد جرّبناهم في التعليم العالي ولم يفعلوا شيئا،
والسياسيّين، ولم يكن مرورهم بالتعليم العالي بأفضل من التكنوقراط بنوعيهم، فإنّني
أسأل الزميلين سؤالا ساذجا: هل اطّلعا على برامج الأحزاب السياسيّة في مجال
التربية والتعليم العالي والبحث العلميّ بمناسبة الانتخابات الأولى والثانية؟ وهل
وجدا فيها ما يزعمانه من وضوح التشخيص ووضوح الحلول؟ وهل سينفّذ السيّد الوزير
المقبل برامج حزبه أم انّه سيعيد التباحث والتشاور مع مختلف الأطراف لوضع مشروع
إصلاحيّ وإقناع الناس به كما ذكر الزميلان؟ ألم يسمعا ولو عن طريق الصحف بما تمخّض
عن الحوار حول إصلاح منظومة التعليم العالي الذي جرى منذ أربع سنوات وقدّمت نتائجه
في كتيّب مبذول لكلّ الجامعيّين؟ فهل ننتظر من السيّد الوزير الجديد أن يبدأ من
أرض محروقة؟ إذا كان الزميلان يعتقدان حقا في ذلك فإنّ الاستقالة بالنسبة إليّ
تصبح فعلا أمرا عاجلا ونسأل الله عندها حسن المآل.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أرجو أن تحمل ملاحظاتي السابقة على محمل التفاعل
المواطني مع بعض ما نشره الزميلان من رأي ولست أتكلّم في هذا المقال إلاّ برأيي
الشخصيّ . فلئن لم أكن منتميا سياسيّا لأيّ حزب فإنّ سياسة المدينة تعنيني بقدر ما
تعنيني السياسة الجامعيّة. وقد علّمتني تجربتي المتواضعة في التسيير الجامعيّ
الحذر من النقد الذي لا يرتكز على معطيات موضوعيّة للدفاع عن مواقف لا تقال على
نحو مباشر. وفي مقال الزميلين الفاضلين من هذا وذاك الكثير مع احترامي لرأيهما. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولا يفوتني أن أعبّر عن استغرابي ممّا وقع فيه
الزميلان من شعبويّة مرّتين في المقال بالحديث عن ترتيب الجامعات التونسيّة. لقد
كتبنا في المسألة من قبل وأحد صاحبي المقال يعرف ذلك جيّدا ووضّحنا أنّ منطق السوق
العالميّة للتعليم العالي لا ينفصل عن منطق السوق في جميع مناحيه فلا معنى
لاستخدام هذه الحجة ضدّ أيّ كان. وعلاوة على ذلك أذكّر المغرمين بأولمبياد الترتيب
العالمي للجامعات بأنّ عليهم أن يتثبّتوا من ميزانية أصحاب المراتب الأولى ونسبتها
بالمقارنة مع ميزانيّة الدولة التونسيّة كلّها وأدعوهم بالمناسبة إلى أن يطّلعوا
على ميزانيّات جميع الجامعات التونسيّة فهي منشورة بالرائد الرسميّ. فقليل من التواضع
والجدّيّة لا يزعج البتّة أحدا. <o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-88569384674949563142016-05-21T05:37:00.001-07:002016-06-30T07:06:06.990-07:00Full talyeni "الطلياني" سينيمائيّا : "حلم تونسي"<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<iframe allowfullscreen="" frameborder="0" height="270" src="https://www.youtube.com/embed/dbisa2Vw3HU" width="480"></iframe><br />
<br />
<span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt; text-align: right;"><br /></span>
<span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt; text-align: right;"><br /></span>
<div dir="rtl" style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt; text-align: right;"><br /></span></div>
<div dir="rtl" style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt; text-align: right;"><span style="color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">"حلم تونسيّ"</span><span style="font-size: 18pt;">شريط من إعداد نخبة</span> من تلاميذ المعهد النموذجي بورقيبة بتونس العاصمة بإشراف الاستاذة كوثر خمير.</span></div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;">
<div style="text-align: center;">
<span style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt; text-align: right;"><br /></span></div>
</div>
<div dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0.0001pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<div style="text-align: right;">
<span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">لم تعجبهم نهاية زينة في الطلياني ووجدوا تشابها بين أجواء الرواية وأجواء ما بعد الثورة في فتصوّروا سينيمائيّا هذه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;"><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">الخاتمة الجديدة التي تعود فيها زينة بعد الثورة وينتهي الطلياني نهاية تشبه نهاية شكري بلعيد.<o:p></o:p></span></div>
</div>
<div dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0.0001pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<div style="text-align: right;">
<span class="textexposedshow"><span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">لقد كذّبوا قول الذين يزعمون أنّ الشباب لا يقرؤون، الشباب يقرؤون الأدب ويعيشونه ويبدعون انطلاقا منه.</span></span><span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
<div dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0.0001pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<div style="text-align: right;">
<span class="textexposedshow"><span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">حين أتصوّر الوقت الذي أنفقه هؤلاء التلاميذ لإعداد هذا الشريط، مع ما أعرفه من ضغط الدروس في المعاهد النموذجيّة وما أتخيّله من حرص تلاميذها على الاستفادة من كل دقيقة، أفهم الأثر السحريّ الذي خلّفه فيهم الطلياني.<o:p></o:p></span></span></div>
</div>
<div dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0.0001pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<div style="text-align: right;">
<span class="textexposedshow"><span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">وهذا الشريط عندي أبلغ من البوكر تعبيرا عن التفاعل مع الرواية ولا أظنّ أنّني سأسمع اعترافا أصدق من اعتراف هؤلاء الشباب.</span></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;"><o:p></o:p></span></div>
</div>
<div dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0.0001pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<div style="text-align: right;">
<span lang="AR-SA" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">مذهلون هؤلاء الشباب</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="background: white; color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;"><span dir="LTR"></span>.</span><span dir="LTR" style="background: white; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;"> </span><span style="color: #1d2129; font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18pt;">ممنون لهم ولإبداعهم.</span></div>
</div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-72601811631903938752016-05-16T13:31:00.005-07:002016-05-16T13:31:47.529-07:00الأبعاد الفلسفية في رواية الطلياني<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: 'Arabic Typesetting'; font-size: 18pt; line-height: 115%; text-align: center;"><b> </b></span><span lang="AR-TN" style="font-family: 'Arabic Typesetting'; font-size: 18pt; line-height: 115%; text-align: center;"><b>ياسين
اغلالو</b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><b>باحث من المغرب</b></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><b style="line-height: 27.6px;">موقع أنفاس (المغرب) 15 ماي 2016</b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنه من
البخل الفكري وفقدان الكياسة ان تقرأ عملا ادبيا محترما يشدك ويأسرك في عوالم مختلفة
ويحررك من أصنام عدة، ان تنتهي منه ولا تخط اسطرا فذلك غبن لصاحبها، خصوصا وهي تفرض
نفسها عليك فرضا وما عليك سوى أن تطلق العنان لعقلك وقلمك. كان هذا حالي عندما كدت
انهي رواية الطلياني وأنا اقول في دواخلي على هذا القلم المجنون ان يتوقف الآن، انه
يكتب أشياء بالنيابة بعدما فشلنا نحن على تجميعها في هكذا قالب ادبي. أستسمح الكاتب
الذي اشبعته سبا في داخلي كلما اضحكني مقطع او وجدته مسليا فكريا، مثلما اسب صديقا
عزيزا علي وأنا امازحه عندما يقول شيئا يعري ويفضح به عورة الواقع</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">امام هذه الحالة وعلى طول
الرواية وجدت ان الكاتب - ويبقى هذا مجرد تأويل – يستند إلى مرجعية وثقافة فلسفية واسعة،
تجعل من الرواية عملا فلسفيا راقيا. خصوصا وأنها رواية تحتفي بالفلسفة في الشخصيات.
فقد جعل زينة طالبة ثم مدرسة للفلسفة، وصورها على اساس انها تجسيد مادي لخصائص الفكر
الفلسفي "ثورية، لا تسلم بشيء، النقد سبيلها، مثقفة وتشد الحاضرين في نقاشاتها...". وجعل السارد طالبا ثم مدرسا للفسفة، وعبد الناصر
المناضل هواه فلسفي رغم انه طالب حقوق وصحفي بعدها، بالإضافة الى احداث اخرى تحتفي
بالفكر الفلسفي في الرواية</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">سنحاول أن نبرز البعد الفلسفي
في الرواية دون ان نجعله على لسان شخصيات الرواية. وبهذا – في اعتقادنا - فكل من قرأ
الرواية سيجد انها تقول نظرية في السلطة السياسية. بحيث السلطة في الرواية تمتد الى
كل شيء وتشمل اي شيء، اما بشكل معلن او خفي. المهم أن أعين الدولة مفتوحة على جميع
التحركات، ولا شيء ينفلت من قبضتها. وهذا يذكرنا بنظرية مشيل فوكو في السلطة التي تنتشر
في كل مكان ولا تسمح بأي انفلات إلا تحت مراقبتها. انها تراقب الصحافة والخطاب والمشاريع
الفكرية...، وهذا ما بسطه فوكو في كتبه المتعددة. وهو نفس التصور نجده على طول الرواية،
إذ يقول الكاتب "الدولة هي الدولة. لقد ركزت في كل واحد منا شرطيا". كما
صور لنا البوليس بكونه يعلم خفايا كل شيء وله اعين من وشات تخدمه لا يشك فيها اي احد.
انه يعلم بالليلة التي قضاها عبد الناصر مع زينة ويعلم اين يقطن ويعلم اسرار التنظيمات
بالجامعة ويعلم ان عبد الناصر سرق الورقة من الملف بغرفة البوليس...هذا التصور الفوكاوي
الذي يغطي الرواية سيؤدي بالكاتب الى موقف فلسفي أخر. سأقول انه موقف يقر بنهاية التاريخ
على منهاج فوكو ياما. كيف ذلك ؟ إن الرواية بحكم انها وثيقة على مرحلة تاريخية من نظام
الحكم بتونس من بورقيبة الى بن علي. فقد صور الكاتب أن كل إمكانية للتحرر متعذرة وكل
المناضلين ينتهي بهم الامر في احضان الدولة او متفرجين. وهذا نتيجة عدم تكافؤ ميزان
القوى بين الرغبة في التحرر عند الناس وقوة الدولة. وفي كل لحظة يصور الكاتب ان الدولة
تعلم بكل تحرك، وحتى الصحافة فهي بوق للدولة، وتنشر ما تريده وتحرس النظام. وهذا ما
جعل البوليسي الذي يعرف عبد الناصر وابن جيرانه يستهزئ منه بقوله أن التنظيمات لا تعرف منطق الدولة وتريد أن تنفلت
وتغير من داخلها. وغالبا ما نجد في الرواية أن البوليس يكشف بسخرية ويعلم خبايا الحركات
اليسارية والإسلامية، وإما انها من دعم وصنع النظام وطبخه. ويبدو النظام السياسي او
الزعيم كما هو مسمى في الرواية مثل الاخطبوط لا نعرف له حدود. وهذا ما يؤدي الى القول
باستحالة التغيير من جهة القوى التحررية، وكأن التاريخ قد انتهى، وما على الشعب سوى
الارتماء في احضان الدولة. وبالتالي فالرواية تعمق عند القراء والجماهير سيكولوجية
الانهزام والضعف امام الواقع وكأنه قدر عليهم، لا انفكاك لهم منه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">في تتبعنا للرواية نجد الكاتب يحفر في الواقع والقعر الاجتماعي
ويحمل مطرقته النيتشاوية ويكسر ويهدم كل الاصنام والمثل الاخلاقية التي يدعيها الانسان
ويختبئ وراءها، ويعلن بمعنى من المعاني موت القيم. فالفقيه الذي ننتظر بركته دخل المسجد
بشذوذه، و"المرأة التي تدافع عن حقوق النساء تأتي بالمطلقات لرجال السياسة للتسلية
بهن". وكل من يقوم بمهمة يفعل في الواقع عكسها، لقد عالج شكري كل القيم ما وراء
الخير والشر بالمعنى الذي نجده عند فردريك نيتشه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">تعالج الرواية أيضا موضوعة
الرغبة الانسانية والتي تتراوح بين ما هو جنسي غريزي بيولوجي كما هو الامر مع عبد الناصر،
وان كان يحلم بالثورة وزوال استغلال الانسان لأخيه الانسان. إلا انه يسقط على الدوام
ضحية لغرائزه وهذا ما عبر عنه السارد "يرخي (اي عبد الناصر) الحبل لشهواته، لحيوانتية
التي يضطلع بها، لنزواته، لجنونه". وهذا انتصارا لمبدأ اللذة. وأحيانا نجدها رغبات
فكرية علمية في عمقها وباقي الرغبات تظل ثانوية وهذا حال زينة التي سعت وراء حلمها
الفكري</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ورغم اننا ركزنا على بعض تجليات الفكر الفلسفي في الرواية، الا
ان الرواية تبقى غنية وتنتقل بالقارئ عبر عوالم
متعددة ومواضيع مختلفة. من المثلية الجنسية والحركة الطلابية الى عالم الصحافة مرورا
بالجنس والعلاقات الزوجية وصولا عند واقع الفقر والتخلف والفوارق الاجتماعية... وبهذا
ورغم طابعها الانهزامي والسلبي نحو المستقبل والذي ينسجم في الاخير مع واقع التسلط
السياسي والمرحلة التي تغطيها، إلا انها عبرت في قالب أدبي مميز عن الموضوعات المختلفة
التي عالجتها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنشغل شكري بالانفعالات البشرية
وصورها بطريقة أدبية رائعة، ألم يقل هنري برجسون "اننا نحكم على موهبة كاتب روائي
من خلال قدرته على الاشتغال بعالم العواطف والافكار، وترجمتها إلى لغة مكدسة تربط التفاصيل
الصغيرة القريبة بعضها ببعض، بحيث يريد ان يحول العالم الذي يشتغل عليه بواسطة اللغة
الروائية إلى عالم ذي طابع حي ومتفرد، دون ان يتمكن من ذلك". لكن شكري خيب آمال
برجسون وطوع اللغة لتستوعب الى حد ما الواقع والانفعالات التي إشتغل عليها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>. <o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-16767657790305185772016-05-08T14:55:00.000-07:002016-05-08T14:55:24.521-07:00كيف صنع التونسيّون الثورة بالكلمات؟<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiyP-TRQCZW9sUdKmKzmoWWARYyondJxc0ubFMaTBefuX3bBNshzuqUOpkqLct3suoOUtzq8iH3yshXZStMB3mc6r9o_FFr8hShrl7XwoIwB8X9qocvfQLhFj6CGwID1txCMZ9JgZCVmqeQ/s1600/ces-nouveaux-mots-qui-font-la-tunisie.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiyP-TRQCZW9sUdKmKzmoWWARYyondJxc0ubFMaTBefuX3bBNshzuqUOpkqLct3suoOUtzq8iH3yshXZStMB3mc6r9o_FFr8hShrl7XwoIwB8X9qocvfQLhFj6CGwID1txCMZ9JgZCVmqeQ/s1600/ces-nouveaux-mots-qui-font-la-tunisie.jpg" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<b>صدر بالعربي الجديد بتاريخ 8 ماي 2016</b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">نقّحت الأكاديميّة الفرنسيّة بعد الثورة قاموسها
فجاء مشتملا على ملحق يضمّ 336 كلمة جرت على ألسنة الناس ونحتوها في سياق حراكهم
الثوريّ. وذهب بعض المتحمّسين لتجديد المعجم الفرنسيّ سنة 1801 إلى إصدار قاموس
مستقل للكلمات المولّدة تضمّن حوالي ألفي كلمة ولّدتها أحداث الثورة. وعلى ما يذكر
بول لافارغ (الكاتب والسياسي الفرنسي صاحب الرسالة الطريفة في مديح "الحقّ في
الكسل" وصهر كارل ماركس) أصدرت جمعيّة للنحاة الفرنسيّين سنة 1831 ملحقا
لقاموس الأكاديميّة تضمّن ما يناهز أحد عشر ألف كلمة جديدة أو معنى مبتكر كرّسها
الاستعمال منذ سنة 1794 (وهو يصادف المرحلة الثانية من الثورة الفرنسيّة التي
تميّزت بإلغاء الملكيّة وإعدام الملك وإقامة نظام جمهوريّ). <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولم يكن هذا الأثر اللسانيّ للثورة الفرنسيّة إلاّ
المظهر اللغويّ للصراع بين الأرستقراطيّة والبورجوازيّة والشعب. والدليل، حسب بول
لافارغ، مقاومة الصفويّين المتحكّمين في الأكاديميّة الفرنسيّة المتمسّكين باللغة
الراقية العالية. فقد عملوا على منع لغة العوام والغوغاء من دخول مكنز اللغة
الفرنسيّة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وللقصّة فصول عديدة مشوّقة يضيق عنها المقام. ولها
أشباه ونظائر ولا ريب في الثورة الروسيّة والثورة الإيرانيّة مثلا. ولكن ما يعنينا
منها التأكيد على أنّ لكلّ ثورة وجها لغويّا معجميّا وصراعات حول المعاني والتباس
الكلمات وتعدّد دلالتها. أفليس بالكلمات يصنع خطاب الثورات جميعا؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الثورة التونسيّة وكلماتها الجديدة<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ومثلما تمتاز الثورات بصعوبات ولادة العالم الجديد
من رحم القديم فإنّ لغتها موسومة كذلك بصراع الخطابات والتأويلات لتصفية الحساب مع
الماضي والتفاعل مع الراهن.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ومن صراع الخطابات هذا انطلقت الصحفيّتان هادية
بركات وألفة بلحسين لوضع كتابهما الصادر حديثا بعنوان "هذه الكلمات الجديدة
التي تصنع تونس" ( بالفرنسيّة، دار سيراس، تونس، 2016، 362 صفحة).
والمؤلّفتان صحفيّتان بجريدة "لابراس" التونسيّة الفرنكوفونيّة وكانتا
من المتابعين للشأن الوطني في تونس خصوصا في مرحلة الانتقال الديمقراطي بالكتابة
عن القضايا المختلفة أو بالحوارات المطوّلة مع أبرز السياسيّين والمثقّفين في
تونس. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولئن لم يكن قصد المؤلّفتين إنجاز عمل معجميّ
قاموسيّ فقد اعتمدتا نظام المداخل المعجميّة المرتّبة ألفبائيّا لجملة من الكلمات
والشعارات والعبارات والمفاهيم التي عمّرت خطابات التونسّين، شعبا ونخبا، واستقرّت
في ذاكرتهم خلال الثورة وفي المرحلة الانتقاليّة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ونظام التعريف بهذه المداخل يقوم على مقالات تحدّد
الحقل الدلاليّ والمفهومي للكلمة من جهة وتتتبّع ظهور الكلمة وتطوّرها وتدقّق في
خلفيّاتها وتراكب دلالالتها والسياقات التي استعملت فيها وما لابسها من أحداث. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">من هنا كان الجانب اللّغويّ للكتاب (كأصل عبارة
"أزلام" أو "اعتصام" أو"حوماني" ) مرقاة إلى
القضايا الواقعة وراءها والتصوّرات الخلافيّة التي تحملها. فكلمات الكتاب وعباراته
تكوّن شبكة معقّدة من المفاهيم والوقائع التي تحتاج إلى إعادة تركيب وترتيب في
الزمان والسياقات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ذاكرة الكلمات.. ذاكرة الثورة<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">قد يبدو العمل الذي أنجزته المؤلّفتان لأوّل وهلة
يسيرا. بل إنّ المدوّن التونسيّ كريم بوزويتة سبقهما إليه وإن بأسلوب آخر ساخر وفي
حجم أقلّ يناسب مقام التدوين. والحق أن كلمات عديدة مشتركة بين العملين. ولكنّ
ميزة هذا الكتاب أنّه يستعيد، دون ادعاء ولا تعالم، تفاصيل كثيرة نسيها التونسيّون.
إنّه كتاب يجمع شتات ذاكرة هشّمتها الأحداث المتسارعة التي تنسخ ما قبلها لترمي به في غياهب النسيان.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولكنّ الكاتبتين، بحسّ الصحفيّ الذي لايفارقه كنّش
التقييدات، تثبّتان التاريخ الراهن في حركيّته وتدفّقه لتستعيداه في نظام ومنطق
يسمح للتونسيّين بالخصوص، ولغير التونسيّين كذلك، بتفهّم أفضل لما وقع وتنزيل أدقّ
للكلمات والخطابات نشأة وتحوّلا ومآلا. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ كثيرا من العبارات والشعارات والاستعارات المثبتة
في الكتاب قد انتهى استعمالها بزوال سياقاتها (من قبيل "اعتصام الرحيل"
أو "صفر فاصل" أو "الورقة البيضاء" أو "مجلس
تأسيسيّ") أو تبدّلت دلالاتها، (مثل "حرّيّة") أو تطوّرت بالتوافق
أو بتحريفات الاستعمال حسب المصالح والتوظيف السياسيّ (مثل "العدالة
الانتقاليّة" أو "الشهيد" أو "العلمانيّة"
و"اللاّئكيّة"). ولكن للكلمات ذاكراتها أيضا التي لا يمكن تجاهلها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بيد أنّ كثيرا من الكلمات التي ظهرت في مرحلة مّا
ما تزال حيّة في الأذهان وعلى الألسنة ولعلّ بعضها سيكون محدّدا لمستقبل الثورة
التونسيّة على نحو من الأنحاء. وليس أدلّ على ذلك من الكلمات التي ترتبط بحقل التيارت
الدينيّة و"الإسلام السياسيّ" مثل "السلفيّة" و"زواج
عرفيّ" و"وهابيّة" و"تكفير" و"جهاد"
و"إرهاب" و"حرّيّة الضمير" و"شهيد" (كما اختارت
المؤلّفتان تقديم الكلمة!). ولا يقتصر الأمر على هذه الكلمات وغيرها بل نرى كذلك أن
مستقبل تونس رهين ما تخفيه بعض الكلمات من قضايا لم تحسم بعد أو لم تحسم إلاّ
ظرفيّا من صنف "شغل حريّة كرامة وطنيّة" و"دولة عميقة"
و"زعيم" و"اغتيال سياسيّ" و"إعلام العار"
و"حرقة" و"هوّيّة" وحتّى "يرحمك يا بن عليّ" وغيرها
كثير. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لذلك فعديد الكلمات والشعارات ما تزال فاعلة مادام الواقع
لا يتناسب مع خطاب الثورة والانتقال الديمقراطيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">فتنة الكلمات والتفاوض على المعاني<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ويلاحظ قارئ كتاب "هذه الكلمات الجديدة التي
تصنع تونس" أنّ التونسيّين عاشوا "إسهالا لفظيّا" حين كسروا حاجز
الصمت بعد أن كسروا حاجز الخوف. فكانت اللغة عندهم في لحظات الانتشاء الثوريّ
تهجئة للحرّيّة ثمّ أضحت في مرحلة الانتقال الديمقراطي عبئا ثقيلا عليهم. إذ
انتقلت المعركة بين الفرقاء السياسيّين والاجتماعيّين والنخب والخبراء إلى فضاء
الدلالة. وهو فضاء للصراع على المعنى ومواجهة الكلمات بدلالاتها المتعدّدة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">غير أنّ وراء ذلك استراتيجيّات لفرض لغة وضرب من
الخطابات في سياق تصادم مرجعيّات متنوّعة يمثّلها "تجاذب" قطبين أساسيّين
هما الإسلاميّون والحداثيّون. وهو ما أدّى إلى شحن بعض الكلمات بدلالات فوق طاقة احتمالها
("مؤامرة" و"مجتمع مدنيّ" أو "يسار") أو إلى
إفقادها معانيها الأول ("ديقاج" و"حزب وسطي") أو تشذيبها
وتهذيبها لتوافق المطلوب منها ("هوّيّة" و"حياد") ولكنّ
ضمنياتها ومضمراتها تظلّ بمثابة القنابل الموقوتة ("حرّيّة الضمير").<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وقد مثّلت هذه المعارك اللّغويّة الدلاليّة وجبة
يوميّة تناولها التونسيّيون على موائد الحوارت التلفزّية وجلسات المجلس التأسيسيّ والشبكات
الاجتماعيّة وفي أحاديثهم اليوميّة. ولكنّها كانت في واقع الأمر، رغم حالة القرف
أحيانا من السياسيّين والخبراء والمثقّفين وما صاحبه من سخريّة مرّات كثيرة، فرصة
نادرة لإعادة بناء الدلالات والمفاهيم والتفاوض حول المعاني والمحمولات. ففي خضم
الانفعالات والحسابات والاستعجال والمخاوف والمآزق والتوافق ورغم استعمال الكلمات تارة
بالونات اختبار وتارة أخرى دلائل إدانة وثالثة سكاكين ضدّ الخصوم فقد تمكّن
التونسيّون من أن يبنوا بدستورهم لغة تقوم على حدّ أدنى دلاليّ مشترك يرسم لهم المستقبل بشكل من الأشكال رغم المخاطر
والفخاخ... اللّغويّة! <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّها فتنة (بالمعنيين) لسانيّة طريفة جديرة حقّا
بالدرس.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ممتع مفيد ولكن...<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لقد رأى بعض المعلّقين أنّ الثورة التونسيّة كانت
مختبرا. وكذلك كان الانتقال الديمقراطيّ فيها. واكبر طنّي أنها مختبر لغويّ أيضا
بهذه الكلمات التي تتراوح بين الفصحى والدارجة والفرنسيّة ولغة المفاهيم
القانونيّة والحقوقيّة والتعبير الساخر والألفاظ الشعبيّة والكلمات المنحوتة
والمولّدة إلخ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وعلاوة على اللغة الفرنسيّة الممتعة التي حرّر بها
الكتاب و"البساطة العميقة" التي قدّمت بها الكلمات والقضايا فإنّ ممّا
يشوّق في كتاب هادية بركات وألفة بلحسين الجرأة أحيانا على وضع مداخل طريفة ("حوماني")
والتحليل المفهوميّ الطريف العميق (أبرزه في مقالات من قبيل "هوّيّة"
و"مؤامرة" و"إسلام سياسي" و"انتقال ديمقراطيّ"
و"مجتمع مدني" مثلا) والتتبّع الدقيق المتأنّي لأصول العبارات وتطوّرها
(مثل "ثورة" و"شغل حرّيّة كرامة وطنيّة"). <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولعلّ أكبر إشكال يطرحه هذا الكتاب يكمن في تحديد
معايير اختيار الكلمات المداخل. فلم وقع الاقتصار على ستين كلمة فحسب؟ <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">فهناك مشكلة أولى هي أنّنا لا نجد في نهاية كلّ
مقال إحالات داخليّة تربطه بما هو منه بقرابة (مثلا بين "لجان حماية
الثورة" و"حوار وطنيّ" و"توافقات"... إلخ) وكان يمكن في
باب الإحالة الداخليّة استخراج كلمات عديدة لم تخصّص لها مداخل. من ذلك غياب مدخل
لكلمة "القصبة" رغم دورها الأساسيّ في الحراك الثوريّ وذكرها في أكثر من
مقال ومدخل. وهو سهو لا نرى له مبرّرا بما أن كلمات أقلّ منها رمزيّة ودلالة وجدت
لها مكانا في المعجم.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وفي هذا الصدد نستغرب خلوّ الكتاب من كلمات عدّة
أسالت حبرا غزيرا وأخذت من وقت التونسيّين الكثير وما تزال إلى اليوم منقوشة في
ذاكرتهم. ونذكر على سبيل التمثيل: "التدافع" و"الخلافة
السادسة" و"الاتحاد العام التونسيّ للشغل" و"الأغلبيّة
الصامتة" و"زعبع" و"الشيخان" و"التكامل"
و"السافرات" و"الركوب على الثورة" و"الأمن الموازي"
و"الطاغوت" و"غزوة المنقالة" و"موتوا بغيظكم"
و"الكتاب الأسود" و"الثورة المضادّة" و"الزمقتال"
و"الطرطور" و"طرشقانة" و"الحقرة" (ذكرت عرضا في
"الحرقة" وهي أهمّ في مسار الثورة)... إلخ. هذا علاوة على حملات عديدة
من قبيل "اعتقني" و"اكبس" و"شكون قتل شكري" و"حلّ"
و"وينو البترول" وشعارات من صنف "لا خوف بعد اليوم" و"
الداخليّة وزارة إرهابيّة" و"السلطة ملك الشعب" و"إذا عدتم
عدنا"... إلخ. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وقد استغربنا ألاّ تتعرّض المؤلّفتان في مقال
"شهيد" إلى مسألة شهداء الثورة وما يحيط بالقتلة من غموض إلى حدّ الآن
مع التركيز على مفهوم الشهادة لدى التكفيريّين الذين ذهبوا إلى مناطق النزاع رغم
تخصيص مدخل لكلمة "جهاد". من ناحية أخرى ربّما تحتاج بعض المقالات إلى
تدقيقات إضافيّة. من ذلك أنّ فكرة "المجلس التأسيسيّ" لم يطرحها أوّل الأمر
رجال القانون كما بيّنت ببراعة المؤلّفتان مستعيدتين تفاصيل لا يعرفها عامّة
الناس. فممّا نذكره أنّ هذا المطلب قدّمه اليسار الراديكالي حتّى قبل فرار بن عليّ
ودافع عنه في التلفزيونات الأجنبيّة ورفعه في معلّقات يوم 14 جانفي خلال المظاهرة
الحاسمة أمام وزارة الداخليّة. وتوجد صور تؤكّد ما نزعمه.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ كتاب "هذه الكلمات الجديدة التي تصنع
تونس" يساهم في بناء ذاكرة الثورة والانتقال الديمقراطيّ بطريقة تجمع إلى
الامتاع الإفادة وسيكون من أجمل الكتب التي وضعت عن الثورة التونسيّة لأنه، على
عمقه ودقّته، مكتوب للجميع (ممّن يتقن الفرنسيّة للأسف!) ينشّط ذاكرتهم ويدعوهم
إلى تأمّل الآتي. وليس لنا أن نرجو أوّلا
إلاّ استكماله بما ينبغي، وقد اقترحنا من عفو الخاطر حوالي ثلاثين مدخلا
آخر ممّا نعتبره من كلمات الثورة، وثانيا تعريبه لأنّ لغة الثورة التونسيّة، عكس
لغة الثورة الفرنسيّة، تهمّ العرب جميعا في تشوّقهم إلى الحرّيّة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-21297939205791725172016-04-17T15:27:00.004-07:002016-04-17T15:27:59.802-07:00لقاء في برنامج "فسحة فكر" لمالك التريكي على تلفزيون العربي <div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/ctPXPPC3PD4/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/ctPXPPC3PD4?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-9916156030589068362016-04-16T06:22:00.001-07:002016-04-16T06:22:21.446-07:00رواية الطلياني في كلام الناس<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/xzzzL16xDN4/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/xzzzL16xDN4?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-38270500066327779322016-04-16T06:11:00.001-07:002016-04-16T06:11:15.032-07:00برنامج ليالي مه حسن الشاذلي على قناة النيل الثقافيّة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/vALfMrFGiv0/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/vALfMrFGiv0?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-53148096408814839542016-04-16T06:07:00.001-07:002016-04-16T06:07:55.113-07:00المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي: حوار الرواية العربية مع ريم الكمالي وسعود السنعوسي وسارة مطر<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/rp8k2y__5Ew/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/rp8k2y__5Ew?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-58032584807041685212016-04-16T06:01:00.003-07:002016-04-16T06:01:35.498-07:00لقاء في برنامج مشارف على المغربيّة الأولى<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/tGJZ5X5liKg/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/tGJZ5X5liKg?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-51933821819805646142016-04-16T06:00:00.001-07:002016-04-16T06:00:07.623-07:00برنامج "قهوة عربي" على الوطنيّة التونسيّة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/5miksfz5_uY/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/5miksfz5_uY?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-12379962945443595092016-04-16T05:58:00.003-07:002016-04-16T05:58:52.882-07:00لقاء في برنامج "ليالي" على قناة النيل الثقافيّة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/l7sjHTP0FZU/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/l7sjHTP0FZU?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-36569931309391376662016-04-16T05:54:00.001-07:002016-04-16T05:54:34.379-07:00لقاء المشاء بتلفزيون الجزيرة <div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/eppsRkAdtTQ/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/eppsRkAdtTQ?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-67695925685973658172016-04-16T05:51:00.002-07:002016-04-16T05:51:39.469-07:00لقاء منارات بتلفزيون العربيّة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /><iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/-q7wjjdDrmM/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/-q7wjjdDrmM?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-82658759708467636752016-04-16T05:50:00.000-07:002016-04-16T05:50:02.182-07:00حول مجموعة السيّدة الرئيسة<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/L0tnyIjHgC0/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/L0tnyIjHgC0?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<br /></div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-79569386364759798722016-04-16T05:48:00.001-07:002016-04-16T05:48:19.497-07:00تكريم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة <div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe width="320" height="266" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/sOQsXQcHOGY/0.jpg" src="https://www.youtube.com/embed/sOQsXQcHOGY?feature=player_embedded" frameborder="0" allowfullscreen></iframe></div>
<div style="text-align: center;">
تكريم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة </div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-70171920697544097272016-02-27T05:34:00.003-08:002016-02-27T05:35:24.149-08:00 الرواية أقدر على تصوير الصراع وكشف المسارات في تعرّجاتها وتردّداتها<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> </span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgXY114oEIN7L46wOuaIApDBzkX0R_LB96SZ0V8Lkvb43hTBdYIO1jf26HXzzQAPQEaQzPZwLPVC8y49wSSjKEgb-AUcWaGO3eBL6JwQunLOnGDonpR5Th7inZPYwyhAJqIgmaqXEfCNLYI/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25BA%25D8%25B1%25D8%25A8+3.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="240" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgXY114oEIN7L46wOuaIApDBzkX0R_LB96SZ0V8Lkvb43hTBdYIO1jf26HXzzQAPQEaQzPZwLPVC8y49wSSjKEgb-AUcWaGO3eBL6JwQunLOnGDonpR5Th7inZPYwyhAJqIgmaqXEfCNLYI/s320/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25BA%25D8%25B1%25D8%25A8+3.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><b>حوار : عبد الله المتقي، مجلّة أعناب</b></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">نالت رواية “الطلياني” في دوتها الثامنة لهذه السنة بالجائزة
العالمية للرواية في دورتها الثامنة لهذه السنة ، للعام 2015</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهراً الماضية،
وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلداً عربياً، وعلى هامش هذا التتويج
لشكري وللرواية التونسية ، كان لنا معه هذا
الحوار لمجلة أعناب</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>:<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بداءة … ماذا عن تلك الحوادث التي ورطتك في متاهة الكلمة؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أنا متورّط منذ أكثر من ثلاثين عاما في تلك المتاهة الرائقة
المدوّخة ، وما الحوادث التي تشير إليها إلاّ بعض الحوافز للتأمّل، وتدبّر الصيغ القوليّة
المناسبة. فنحن نختار هذا الجنس أو ذاك من أجناس الكلام بحسب الموضوع والهاجس الذي
يستبدّ بنا</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أنت باحث أكاديمي أولا، ثم روائي ثانية، كيف عشت هذا العبور
للرواية؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">كان عبورا سلسا جدّا بحكم أنّ اشتغالي الأساسيّ أكاديميّا منصبّ
على التداوليّة والخطاب والبلاغة. إنّ قولة الجاحظ التي حفظناها مدرسيّا “لكلّ مقام
مقال”، تجمع جوهر فعل القول والكتابة وما علينا إلاّ أن نتبع مقتضياتها واستلزاماتها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">فبإزاء الرواية لا تنفع القواعد الأكاديميّة بل لعلّها لا تصلح
إلاّ رقيبا على الكاتب من داخله ليبتعد عمّا تحمله سيول القول المتدفّقة من سذاجة أو
اندفاع مفرط أو نزعة إلى الشعر لا أعتقد أن الرواية تحتمله كثيرا. تلك الأكاديميّات
تتضمّن بدورها الخيال والدقّة شانها شان الرواية وهو ما ييسّر العبور من جنس إلى آخر</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وكيف تشكّلت لديك الرغبة في كتابة “الطالياني”؟ من أين جئت بهذا
العنوان، كيف اخترته؟ ومن أي ورشة أتيت به؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لم أخطّط لشيء، جاء الأمر في ظاهره عفوا، وفرضت الرواية نفسها
عليّ، لأنّها أقدر على تصوير الصراع وكشف المسارات في تعرّجاتها وتردّداتها. وليست
تسمية الرواية باعتبارها عتبة من عتبات النصّ، إلاّ التقاطا للفظ ملتبسة جذّابة في
ما بدا لي، حمّالة لأوجه من المعنى بعضها يلمس لمسا في سطح الرواية ،وبعضها يحتاج إلى
الحفر في طبقات رمزيّة منه. لقد كان مخبّأ بشكل مفضوح في ورشة الرواية نفسها وفي الذاكرة
التي كتبتها ونهل منها النصّ</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> </span><b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بداية الرواية هي نهايتها
… ما الحكاية؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ليس في الأمر أيّ حكاية هكذا ولدت بمثابة لغز يتطلّب حلاّ كما
هو الحال في الرواية البوليسيّة مثلا. ثمّة دائما في البناء السرديّ ممكنات واحتمالات
علينا أن نختار منها ونوجّهها هذه الوجهة أو تلك وندفع بمنطقها الداخليّ إلى نهايته.
وحين استنفدت المكونات السرديّة احتمالاتها انغلقت الرواية على نفسها وجاءت النهاية
لتعود إلى نقطة البدء كشفا وبيانا. طبعا هي لعبة سرديّة لشدّ القارئ ليس من جهة مضمون
الحكاية وتفسير المشهد الافتتاحي بل من جهة أهمّ عندي هي مسارات الطلياني ومسيرته باعتباره
بؤرة تجتمع فيها صور عديدة للشخصيّات في النصّ او لنقل باعتباره محور لعبة المرايا
في النصّ</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الجنس والخيانة… غطاء لإخفاقات جيل ،هروب من التسلط، أم تعرية
لمرموز مرحلة؟ وما دلالات معاني هذا الحضور للجسد في “الطلياني”؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الأجساد المقهورة في الواقع العربي عموما أكثر عددا وأعمق جراحا
ممّا يوجد في الطلياني ولكنّ نفاقنا المعمّم لا يحبّ أن يرى نفسه في مرآة السرد أو
هو يصيبنا بشيء من الخوف. لا أعتبر الرواية مبنيّة على الإثارة في تناولها لمسائل الجسد
والجنس ولكنها تسعى إلى إبراز التوازي بين إخفاقاتنا في الحياة جميعا وإخفاقنا الأساسيّ
في أن نكون أجسادا حرّة تتحرّك خارج إسار التمثّلات الزائفة للجسد والقيود الاجتماعيّة
الصارمة. فأنا ممن يعتقدون ان تحرير الجسد محرار لا مناص منه للحريّة في أشمل معانيها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">التاريخ كان إطارا ضروريا للبناء السردي في الرواية ، بالمناسبة
، أسألك عن الرواية والتاريخ، أية علاقة؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لم أسع إلى كتابة رواية تاريخيّة ولكنّ بعض القراء الذين لم
يعيشوا فترة الانتقال من العهد البورقيبي إلى العهد النوفمبري رأوا فيها جانبا من تاريخ
لم يكتب بعد. وهذا امر طريف عمدي طرافة رأي عبّر عنه صديق باحث في الأنتروبولوجيا بإحدى
الجامعات الكنديّة حين لاحظ لي انّ الرواية تتضمّن معطيات أنتروبولوجيّة دقيقة. هذا
أيضا يبهجني. ولكنّني أؤكّد دائما أن التاريخ او المعطيات التاريخيّة في حدّ ذاتها
لا يمكنها أن تكون معينا تنهل منه الرواية إلاّ إذا صهر في مصهر التخييل بحسب قوانين
الرواية. والهم من ذلك هو ما تضيفه الرؤية الروائيّة إلى ذلك التاريخ من تفاعلات البشر
ممثّلين في الشخصيّات لنّ الرواية تقول لنا ما لا يقوله التاريخ أي معاناة الناس وردود
أفعالهم النفسيّة وتحوّلاتهم كأفراد</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">كيف يقرأ سي شكري مبخوت فوزه بجائزة الكومار أولا؟ والبوكر ثانية؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">قبلهما كانت جائزة معرض الكتاب بتونس. ببساطة وجدت الرواية حظوة
كبيرة لدى لجان تحكيم الجوائز الثلاث بقدر ما وجدتها لدى القرّاء وربّما يحتاج ذلك
إلى تساؤل أعمق عن سرّ هذه الحظوة. وأكبر ظنّي أن الرواية قدّمت للناس، علاوة على أسلوب
سردها وحبكتها التي وصفت أحيانا بالكلاسيكيّة واعتبرت أحيانا أخرى واقعيّة، نماذج من
شخصيّات يتعرّفون فيها على أنفسهم خصوصا شخصيّة عبد الناصر ثم زينة. فهي من الشخصيّات
المركّبة المعبّرة عن بعض تردّدات الإنسان</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ماذا عن المشهد الروائي بتونس بعد الثورة ؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">هناك دفق سرديّ كبير وأعمال عديدة ناجحة وطريفة. هو مشهد يتحرّك
في اتجاهات شتّى يبشّر بشيء جديد ما يزال غامضا يحتاج إلى درس وتحليل ولكنّ النقد الجادّ
لا يتابعه دائما على الوجه المطلوب ثقافيّا وأكاديميّا</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ما هي أخر الأخبار عن تحويل “الطلياني” إلى شريط سينمائي ؟</span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">مازالت المقترحات قيد الدرس فهي تتساوى في جدّيتها والمطلوب
النظر في الضمانات التي يقدّمها المنتجون من حيث الإمكانات الماليّة واللوجستيّة والآجال
الزمنيّة</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "arabic typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-35366057752142681722016-02-20T09:21:00.002-08:002016-02-20T09:21:40.586-08:00ولا يتوقف العميد عن إثارة الشغب<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhd2N_t8QKf8BeLP5C5y-1WysHrJ3M-CKOiMCCElYisKVd7lzVODALSZxasGwRVKIiFqOglT4ZPviDHf5C5pkQfJLqveFc-IcSqT8-hF3oG651FP_H3fRPHhTVgDAbYqyfOE9Fd1vQIoKnS/s1600/Seba3i.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="213" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhd2N_t8QKf8BeLP5C5y-1WysHrJ3M-CKOiMCCElYisKVd7lzVODALSZxasGwRVKIiFqOglT4ZPviDHf5C5pkQfJLqveFc-IcSqT8-hF3oG651FP_H3fRPHhTVgDAbYqyfOE9Fd1vQIoKnS/s320/Seba3i.jpg" width="320" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><b>عن مجموعة السيدة الرئيسة لشكري المبخوت</b></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><b><br /></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><b>محمّد السباعي، روائيّ مصريّ</b><o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><b><br /></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">تطالعنا جاكلين بروك زوجة بيكاسو الثانية على الغلاف الامامي
وهي اللوحة التي رسمها بيكاسو عام 1954م بعنوان جاكلين مع الورود لكن اللوحة كانت على
الغلاف بدون المربعات التي تحوي الورود كانت جاكلين فقط بلا ورود، وكتب العنوان مكان
الورود"السيدة الرئيسة" على سطرين، وكأن الغلاف يعكس السيدة رئيسة بلا ورود،
وحيدة مرفوعة الرأس طويلة العنق</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أما الغلاف الخلفي اقتباس جذاب من قصة "السيدة الرئيسة"
يوحي بقصة رومانسية لحد كبير، وغير مكتوب من أي قصة من المجموعة كان هذا الاقتباس،
فمن راقه عليه البحث عنه داخل المجموعة</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">يبدأ المبخوت مجموعته بقصة بعنوان "صورة سيادته" صغيرة
الحجم وأقصد القصة وليس الصورة، سريعة الإيقاع، ولأنها تجريدية فيمكن رؤيتها من أكثر
من زاوية وإلباسها ما في الهوى من انطباعات حول تأويلها، وفي نفس الوقت إن قرأناها
كما هي دون تأويل فهي مباشرة المعنى والمفهوم مما يأخذنا لمقصود واضح... وفي اختيار
القصة الأولى والعنوان الأول يضع المبخوت منهجاً خفيا يربط المجموعة "سيادته"
فيبدأ بصورة سيادته ويأخذنا للتعرف في قصة أخرى على "إعلام سيادته" و"صحافة
سيادته" سخرية وتهكم من واقع لا يمكن إنكاره لا يضخمه "العميد" بل ينقله
بتجريد من شوائبه ليطل واضحاً، وقبل تملل القارئ من فساد "سيادته" المنعكس
في صور متعددة يطل خيط آخر يضاف لعصر "سيادته" اليمين الظلامي واليسار التائه،
فننتقل من أعلى الجبل من "صورة سيادته" لنمر بقلب مؤسسات سيادته نازلين حتى
الوادي... المجتمع في عصر "سيادته"... الضوابط والشواغل... المحددات... وحتى
ما آل إليه الطموح بعد رحيل "سيادته" ماذا ترك؟ ومن حمل الإرث؟ أو نهبه...
هذا متروك للقارئ ليقرر فيه... وعندما نصل للقصة الأخيرة "السيدة الرئيسة"
والتي نصل إليها بنسق يجعلنا نتوقع أنها حول السيدة الأولى أو سيدة "سيادته"
فنجدنا أمام قصة من نوع آخر ربما سيلاحق ذئاب الرجال المبخوت بعدها لفضحه كتابهم الأسود
في اصطياد الأنثى... أساليب الشيطان المثقف في الصيد والتخلي... سيبتسم الكثيرون عند
قراءتها... الاحتياج... توفير مناخ القبول... الحصول والتمتع... ثم الخروج الآمن...
وبعد الانفعال وإلقاء اللوم على اليساري المتسلق والمستغل للطبقة المتوسطة "برغبتها"
وفقا لما يعرفه عن احتياجاتها ومخاوفها... فيتحصل هو على المتعة المجانية ويترك لها
الكثير من الألم بالإضافة لبعض المتعة التي رغبتها، ويجعل هروبها منه من وجهة نظرها
هو قمة الانتصار فهو مريض، عنيف ومستبد... وصفته هي بكلب السلطة وقد تكون أخفت في سريرتها
الأسوأ... وبعد امتصاص موجة الغضب تتبين حقائق أخرى... الطبقة المتوسطة العاملة الفاعلة،
قلب الدولة وعمودها... تحتاج وجدانيا لمثل هذا المثقف لا تحتاجه شيطاناً لكنها تحتاجه،
فهو من يستطيع باتساع رؤيته أن يحتوي طموحاتها ويؤمن مخاوفها... لكنه شيطان... فهل
عليها الرضوخ لمن يعرف مفاتيحها أن يعبث بها ويلهو؟... هي لن تقبل أن تسلم جسدها لمن
لم يحتل عقلها... ومن دون هذا الشيطان مهما بلغت قدرتهم الجسدية لن يصلوا بها لقمة
نشوتها الجسدية لقصورهم في إمتاع عقلها... فهل هذا هو المتاح لطبقة كاملة؟ إما الرضا
بالأقل أوالتنازل للشيطان المثقف؟ هل بتلك الطبقة من يمكنه أن يحتل وجدان "فائزة"؟
أم ستظل هي الفائزة في طبقتها والمؤمنة بدورها وأن تقبل النقص الوجداني والاحتياج الشعوري؟
أم عليها قبول المغامرات المتقطعة المتابعدة أو المتقاربة مع الشياطين المثقفة؟ أم
ستتحول كما قال لها "عبد الناصر" لعاهرة بتغير وتطور احتياجاتها؟ كالعادة
لا يغلق "المبخوت" الأبواب من خلفه بل يترك الكثير من المفاتيح للعديد من
الأسئلة التي تقود بدورها للمزيد منها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>...<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الشخصية الرئيسية في المجموعة هي شخصية اعتبارية "سيادته"،
والحدث له حدود زمان ومكان داخل تونس أثناء وما بعد فترة ولاية "سيادته"
والدافع هو استفزاز العقول للسؤال... أما الوسيلة فهي لغته الخاصة التي تلعب دورا مهماً
في المجموعة مفردات محلية قليلة تركيبات لغوية بسيطة ومباشرة كمن يحكي لكل الأعمار،
لا يعتمد على الاستعارات ولا يعتمد على قوالب مستهلكة فلن نجد إلا أقل من صوابع اليد
الواحدة أذكر منها "الأفاعي وسمها الزعاف" وأذكر أيضا "انطللق السهم
ولا سبيل لعودته للقوس" ولا أذكر المزيد، كما يظهر اهتمام المبخوت بالشخصيات من
خلال اللغة فلكل شخصية بقدر الإمكان لغتها الخاصة المعبرة عن خلفياتها ولا ينقص المجموعة
إلا الأداء الصوتي التعبيري ليجعلها "حكايات" يمكن حكيها بسهولة</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">في الوقت ذاته تتميز تلك المجموعة بوضوح العلاقة بين عقل المؤلف
وعقل القارئ، ويتعامل معها "العميد" بقدسية العاشق ولا يترك بها مكاناً للناقد،
فهي علاقة بسيطة واضحة صادقة لا تسمح بوجود "عزول" فلا يحتاج القارئ لقراءة
نقدية ولن يؤثر كلام النقاد أو "العوازل" في تلك العلاقة... مما يضعنا أمام
أدب بسيط لا يمكن تصيده أو اصطياده لا يحتاج للنقد المعياري فلن يضيف إليه ولن يقلل
منه، بل يحتاج للقراءة بأعماق مختلفة ورؤى متنوعة، أدب يأخذ فيه القارئ رأي القارئ
فالمتخصص هنا هو القارئ... كيف قرأ؟ ماذا فهم؟ إلى أي حد استمتع؟ وتكون القراءات التحليلية
تأويلا ينتج عنه نص آخر فتتحقق مقولة "الناقد يقرأ ليكتب، فهو كاتب بلا نص"
ولكن الفرق أنه سيكتب ما يقرأه القارئ وليس دارسي الأدب وحراس اللغة المقدسة</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-87056802714289178712016-02-16T13:44:00.000-08:002016-02-16T13:44:31.888-08:00الدولة وبناء المجال الجغرافيّ والروحيّ<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKvzdyVmABgRXbVEEp-Aum9FM-6mLCswVVC8_lbYSbEdR7xp1cSp6GBXOQYVtBbtcRqa5RtjymNW4bMo8yCV651q31iQd7EtHgER6SlylcZCD_puEAWeZEEYX6dS_G0Sjxi6JSewyQ126E/s1600/Couv+MAJAL+MAGHAREB+-+LOTFI.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="233" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKvzdyVmABgRXbVEEp-Aum9FM-6mLCswVVC8_lbYSbEdR7xp1cSp6GBXOQYVtBbtcRqa5RtjymNW4bMo8yCV651q31iQd7EtHgER6SlylcZCD_puEAWeZEEYX6dS_G0Sjxi6JSewyQ126E/s320/Couv+MAJAL+MAGHAREB+-+LOTFI.jpg" width="320" /></a></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
صدر بجريدة العربيّ الجديد بتاريخ 15/02/2008</div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span style="font-family: 'Arabic Typesetting'; font-size: 18pt; line-height: 115%;">تعيش كثير من المجتمعات العربيّة اليوم ظواهر ما قبل الدولة
(قبليّة وطائفيّة وعشائريّة...) ويشهد جلّها انفجار الهوّيّات في غياب لمعنى
الدولة - الوطن وتملّك حقيقيّ لشروط المواطنة. وبسبب من هذا نرى صراعات كثيرة حول
السلطة تضع الدولة ومؤسّساتها موضع تشكيك ونجد خلطا بين الانتساب إلى مجال للسيادة
مشترك والاعتبارات الروحيّة التي تدخل ضمن الحريات الفرديّة ومن بينها حرية الضمير
والمعتقد.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وهذا ما عاين الجميع جوانب منه مع تولّي "الإسلام
السياسيّ" السلطة ولو فترة وجيزة في مصر وتونس بالخصوص. فصار مفهوم فضفاض
للفضيلة تعلّة للوصاية على الناس انعكست سياسيّا على تصوّر</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">مهزوز لهوّيّة المجتمع. وأدّى ذلك إلى
العمل على تفكيك الدولة والخلط الشنيع بين التقليد والتحديث من جهة وبين المحافظة
والتغريب من جهة أخرى. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وتبدو العودة إلى التاريخ الحديث للنظر في كيفيّة تشكّل
الدولة في تونس والمغرب الأقصى بالخصوص من خلال ترتيب المجال الترابيّ وبناء
الذاكرة الجماعيّة مفيدة جدّا في فهم الكثير من هذه الظواهر. ويمثّل كتاب الباحث
التونسيّ لطفي عيسى "بين الذاكرة والتاريخ: في التأصيل وتحوّلات
الهوّيّة" (الدار البيضاء، إفريقيا الشرق، 2015) من هذه الناحية دراسة
تطبيقيّة لمسائل بناء الدولة في فضاء المغارب ضمن مقاربة تاريخيّة مقارنة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ذاكرة المخزن<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وظّف لطفي عيسى مفهوم المخزن، أي مجموع المؤسّسات التي
تكوّن جهاز الدولة، لإبراز استقلال الدولة عن الخلافة في مجال المغارب قبل دخول
الاستعمار إثر تراجع تجارة القوافل وتطوّر المبادلات التجاريّة مع الممالك
الأوروبيّة. ولكنّ الميزة الأوضح هي انقسام المجال الداخليّ لتونس والمغرب إلى
مركز سياسيّ و"سيبة" أي قبائل ممانعة ومعارضة لسلطة الدولة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">بنى المخزن في هذا السياق علاقتَه بالقبائل على أساس
الإخضاع عبر الردع والضرائب. بيد أنّ عمليّة رسم المجال لم تكن يسيرة. وقد احتفظت
الذاكرة الجماعيّة بتوتّرات وضروب من المقاومة الشرسة تعبّر من وجهة نظر المؤرّخ
عمّا لقيته النخبة السياسيّة والعسكريّة والماليّة من عنت في حصر المجال الترابيّ
شرطا لقيام الدولة. وانطلاقا من تمثّلات مختلف الفاعلين الاجتماعيّين لهذه
التوّترات يعيد لطفي عيسى بناء "ذاكرة المخزن". <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لقد فرض رسم المجال تصوّرا جديدا لإخضاع الرعايا ومراقبتها
وضبط مجال تحرّكها حتّى تتمكّن الدولة من تحديد قوانين الأداء الضريبيّ. فتولّد عن
ذلك نظام إداريّ وعسكريّ وجبائيّ فُرض على القبائل فمثّل منعطفا أساسيّا قام على
شكل جديد من أشكال التعاقد بين الحاكم والمحكوم.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">غير أنّ الأمر لم يكن مرتبطا دائما بالقهر وما نسمّيه اليوم
"المعالجة الأمنيّة" بل قام كذلك على "حوار ساخن" بين أطراف
اجتماعيّة مختلفة للتوصّل إلى توافق حول منظومة الضرائب. وبرز انعكاس هذه
الديناميكيّة في بناء المجال على تشكيل الهوّيّة الجماعيّة في ارتباط وثيق ببناء
المخزن وفرض سلطته.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وعماد هذه الهوّيّة تمتين أواصر الانتساب إلى "مجال
موحّد تسهر مؤسّسة المخزن على تنظيمه ويخضع جميع رعاياه إلى نفس القوانين والأعراف
الجارية" (ص 86). وهو ما يعني، على سبيل العبرة التاريخيّة، إضفاء معنى
واقعيّ على مفهوم الهوّيّة بربطها بمجال موحّد.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">غير أنّ بدايات القرن التاسع عشر حملت معها توسّعا تجاريّا
أوروبّيا أضعف اقتصاد "الإيالة التونسيّة" فاختلّ الميزان التجاريّ ممّا
أدّى إلى إضعاف الدولة وأعوانها. وهو ما مهّد للسيطرة الأوروبيّة ماليّا وتراكم
الديون والانهيار المالي فالإفلاس بما سمح بالتسرّب الرأسماليّ مهيّئا الفرصة
للتدخّل الاستعماريّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولا تختلف حال المغرب الأقصى كثيرا رغم اختلاف الخصوصيّات.
فقد كان لاحتلال الجزائر وقع سلبيّ عليها. فبعد هزيمة سلطان المغرب ضدّ جيش
الاحتلال الفرنسيّ اقتطع الأسبان أراضي جديدة على الساحل المغربيّ. ورغم رسم
الحدود فإنّ الفرنسيّين والأسبان احتفظوا بالحقّ في مراجعتها. وتعهّد المخزن بدفع
غرامات ماليّة مقابل انسحاب الأسبان من تطوان ممّا اضطرّ السلطان إلى الاقتراض من
البنوك الأنكليزيّة. عندها غرق المغرب الأقصى في وحل الديون وقروض الإفلاس.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الدولة السلطانيّة والرأسماليّة<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولم تنفع الإصلاحات المتتالية في رتق الفتق. فهل يفسّر مفهوم
"الدولة السلطانيّة" هذا التراجع الحضاريّ؟ أم يعود ذلك إلى تداخل وظائف
الأمير والإمام والتاجر والقاضي أي تداخل السلطات السياسيّة والدينيّة
والاقتصاديّة والقضائيّة وعدم تقسيم الأدوار؟ <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">مهما تكن الإجابة عن هذا السؤال المحوريّ فالثابت أنّ
المعاملات التجاريّة قامت على الاحتكار واستغلال الموقع السياسيّ. فالترابط بين
حضور الدولة ونموّ الحواضر بيّن. ولكنّ الدولة السلطانيّة، كما لاحظ لطفي عيسى،
"دولة استملاك وترف واستمتاع (...) وعملت جميع الفئات المالكة أو المنتجة
للثروة على المحافظة على ما بيدها أكثر من التفكير في إنمائه فلم يستقلّ الاقتصاد
عن السياسة ولا المدينة عن الدولة" (ص 114).<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولكن على الرغم من تدخلات أعوان المخزن والرفض المتواصل
للتجمّعات القبليّة لمراقبة مؤسّسات الدولة وعلى الرغم من هجمة رأس المال الأوروبيّ
فقد استطاعت مدن المغرب الكبير من أن تنظّم مجالها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الجغرافية الروحيّة<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ومن أطرف ما في كتاب لطفي عيسى، منهجا ومحتوى واستنتاجا،
تحليله لأساطير تأسيس مدينتي تونس وفاس وبيانه لوظائف تلك الأساطير في تحقيق
الهوّيّة المشتركة وبناء الذاكرة الجماعيّة. فقد كانت تسييجا للمجال الروحيّ يناظر
تسييج الدولة للمجال الترابيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"> أبرز الباحث،
انطلاقا من سير أرباب الصلاح التونسيّين والفاسيّين ومناقبهم، وهو المجال الذي
أبدع فيه لطفي عيسى في كتاباته السابقة، وما حفّت بها من تخاريف وتهويمات وتلفيقات،
كيف أضحت أضرحة الأولياء والجوامع والزوايا علامات رسمت الهوّيّة الرمزيّة
والروحيّة ورسّخت المجال الترابي للدولة بما يوافق الذهنيّات الشعبيّة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولهذه الجغرافيا الروحيّة وظائف اجتماعيّة وسياسيّة هامّة. فهي
تسهم في تأمين مسالك العبور والسيطرة على العنف والفوضى وبثّ الاستقرار والأمن
وإدماج الفئات المهمّشة والخارجة على الدولة. فقد شاهم رأس المال الرمزيّ هذا في
إضفاء القداسة على المجال الترابيّ. إذ قام محرز بن خلف، الملقّب بسلطان المدينة
(مدينة تونس) بعمليّة تجنيس مذهبيّ كبيرة من خلال نشر المالكيّة وأسلمة البربر
المروْمنين والأعاجم اللاّتينيّين والأقباط واليهود والشيعة وجميع من استوطن مدينة
تونس. ولكنّ الذاكرة الشعبيّة سكتت عن تعصّبه الدينيّ وممارسته للتقتيل المنهجيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ونجد إدريس الثاني الملقّب بـ"الأنور" بطلا
عجائبيّا في ذاكرة المغرب الأقصى. فهو ابن أمَة بربريّة أوروبيّة شارك في جعل
مدينة فاس متعدّدة الأعراق (بربر وعرب وأندلسيّين) بما يسّر لصاحب السلطان أن يلعب
على ما بينها من اختلافات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وهذا كلّه يدلّ على أن روايات التأسيس مثّلت تعبيرا عن
البحث عن رابطة تردم الهوّة بين مستويات متباينة من التمثّل الثقافيّ العالم
والتمثّل الثقافيّ الشعبيّ. ومن نتائج ذلك، سياسيّا، أنّ دولة المخزن، حين عجزت عن
السيطرة الكلّيّة على مجال نفوذها، استفادت من شبكة الطرقيّة ومؤسّساتها لتأمين
مسالك التفاوض مع القبائل الممانعة. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Arabic Typesetting"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ كتاب لطفي عيسى نموذج من المقاربة التاريخيّة المنفتحة
على الأنتروبولوجيا الثقافيّة. لذلك نجده لا يتورّع عن استنطاق نصوص لا تبدو ذات
طابع أرشيفيّ موثوق به في عرف المؤرّخين. بيد أن كتابه هذا، كما كتاباته الأخرى في
أدب المناقب، يؤكّد أن الإشكال في العين التي ترى وقدرتها على قراءة ما بين السطور
وتنزيله منزلته من التاريخ والذهنيّات لاستنباط المعنى فيه وكشف تمثّلات الناس
لأنفسهم ولما يدور حولهم. وهذه بعض فضائل هذا الكتاب الثريّ بالإشكالات والقضايا
التي تجعلنا نعيد التفكير في كثير ممّا عندنا من مسلّمات.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-5953767669907648876.post-69411464444889173782016-01-06T09:15:00.000-08:002016-01-06T09:17:12.075-08:00الاتحاد العام التونسيّ للشغل: قصّة شغف تونسيّ<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjbFqK12BdLJrhN-xux2oZ93QfevFPAYflW56IZO6Q6FD-_7WxQ6r4kxJUBUrQm5JKofugSr5DSmrjRapO_7lAlNrokgfZ_HpiMuReGn6UAfPorvuN2DaSXIV5nz-YaaM4jaJneeA1zeT-l/s1600/Hela+Yousfi.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjbFqK12BdLJrhN-xux2oZ93QfevFPAYflW56IZO6Q6FD-_7WxQ6r4kxJUBUrQm5JKofugSr5DSmrjRapO_7lAlNrokgfZ_HpiMuReGn6UAfPorvuN2DaSXIV5nz-YaaM4jaJneeA1zeT-l/s400/Hela+Yousfi.jpg" width="400" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<br />
<div style="text-align: center;">
<b>نشر المقال في "العربيّ الجديد" </b></div>
<div style="text-align: center;">
<b>بتاريخ <span style="background-color: white; font-family: Nassim; font-size: 18px; line-height: 24px; text-align: right;">6 ديسمبر 2015</span></b></div>
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">في استفتاء على موقع جائزة نوبل للسلام طُرح على
الزائرين السؤال التالي:" هل تعرف الرباعي الراعي للحوار الوطنيّ التونسيّ
ومساهمته في الديمقراطيّة بتونس؟" فجاءت إجابات 70 بالمئة من المصوّتين
بالنفي. ومن حسن الحظّ أن البيان الذي أصدرته لجنة الجائزة يقدّم فكرة عن
المؤسّسات الأربعة (الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة
والتجارة والصناعات التقليديّة والهيئة الوطنيّة للمحامين بتونس والرابطة
التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان) التي كوّنت هذا الرباعي ودورها وأهميّة ما قامت
به في إبعاد شبح الحرب الأهليّة عن البلاد.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">غير أنّ ممّا ينبغي إبرازه الدور المركزيّ الذي قام
اتحاد الشغل داخل هذا الرباعيّ. فهو من بادر إلى دعوة الفرقاء إلى مائدة الحوار
وضمّ إليه الأطراف الثلاثة الأخرى التي رعته وقاد أمينه العام المفاوضات العسيرة.
ويهمّنا، بعيدا عن سياق التمجيد والفخر الوطني الذي عمّ شريحة واسعة من
التونسيّين، فهم المسار المعقّد الذي أوصل إلى هذه التجربة في إدارة الخلاف السياسيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ومن حسن الحظّ أنّ الباحثة هالة اليوسفي، الأستاذة
المشاركة بجامعة باريس - دوفين، يقدّم لنا قراءة سوسيولوجيّة علميّة لهذا المسار
وحيثيّاته. ففي كتابها الصادر بالفرنسيّة هذه السنة، قبل الإعلان عن جائزة نوبل،
بعنوان "الاتحاد العام التونسي للشغل" قصّة شغف تونسي" ( نشر
بالاشتراك بين معهد البحوث حول المغرب المعاصر ودار محمّد علي الحامي بتونس)
معطيات كثيرة مفصّلة عمّا أهّل اتحاد الشغل لأداء هذا الدور.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الوجه والقفا <o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لقد جنّب الحوار الوطني تونس، لدى المراقبين، سيناريو
الاحتراب الداخلي وسيناريو إزاحة الإسلام السياسيّ من الحكم بواسطة اانقلاب
العسكريّ. ومن مكوّنات هذه الصورة الورديّة توافق التونسيّين على دستور مدنيّ حديث
متطوّر وانتقال سلس للسلطة عبر انتخابات نزيهة في عمومها. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لكنّ قفا الصورة يكشف بعض ثوابت الحياة السياسيّة
في تونس وربّما توجّهاتها المستقبليّة.فما قام به حسين العباسي، الأمين العام
لاتحاد الشغل،كان مغامرة سياسيّة تاريخيّة. غير أنّ ضمانات هذه المغامرة تكمن في
ثقافة الاتحاد نفسه وأساليب عمله. فلئن دعا إلى حكومة تكنوقراط ( أو
"مستقلّين")، على معنى الحياد في الصراع السياسيّ والابتعاد عن التوظيف
الحزبيّ لأجهزة الدولة لصالح هذا الفريق أو ذاك، فإنّه انطلق من لازمة ظلّ اتحاد
الشغل يردّدها طيلة سنوات عن استقلاله وحياده رغم المواقف السياسيّة التي ما فتئ
يعلنها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أمّا عبارة "التوافق" فقد أضحت في تونس
كلمة سحريّة تحرّك المشهد السياسيّ كلّه. إذ خرج الحوار الوطني من منطق هيمنة أحد
الحزبين الكبيرين (النهضة الإسلاميّ ونداء تونس المدني). والواقع على ما بيّنت
هالة اليوسفي، أنّ أساس هذا التوافق هو التنازلات. والمتأمّل في تاريخ الاتحاد
يلاحظ بيسر أنّ هذه المنظّمة لم تقم طيلة وجودها إلاّ على منطق التوافق. فبحكم تركيبتها الاجتماعيّة والتيارات السياسيّة
المتعدّدة التي تخترقه والمصالح المتناقضة للقطاعات المهنيّة المختلفة داخله
والضغوطات الجهويّة والعلاقات الملتبسة مع السلطة والمعارضة كان محكوما عليها أن
يقوم على توازنات هشّة. فلم يكن الاختيار السياسيّ أو الإيديولوجيّ هو الذي يقود
سياسة الاتحاد بل التوافقات بين المصالح المتباينة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وهذا يعني أن توفيق الاتحاد في وساطته بين الفرقاء
السياسيّين مأتاه تشبّع قيادته بثقافة سياسيّة تجمع بين الضغط والحوار لفضّ
الخلافات مع صبر على التفاوض وطول نفس مذهلين. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">والطريف أنّ اتحاد الشغل استطاع بذلك ترضية جميع
الأطراف نسبيّا رغم الضغط عليه من قواعده وهياكله الوسطى ومن أحزاب المعارضة
لإقصاء حزب النهضة ورغم تشكيك حزبين من الترويكا هما النهضة والمؤتمر من أجل
الجمهوريّة (حزب المرزوقي ) في حياده. بيد أن نتائج الحوار أرضت النهضة التي لم
تقص بحلّ المجلس التأسيسيّ، كما طالبت المعارضة، وأرضت المعارضة التي حصلت على
استقالة "طوعيّة" (ولو ظاهريّا) لحكومة الترويكا. وهذا مظهر مهمّ من
مظاهر التوازنات والتنازلات التي برع فيها الاتّحاد.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">من أين له هذه القوّة؟<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">يُعرف اتحاد الشغل بخصلتين ترعبان خصومه. فهو الجهة
الوحيدة بعد الثورة التي ظلّت منظّمة بما جعله قادرا على توجيه التحرّكات
الاجتماعيّة وتعبئة الشارع للضغط. ولكن الاتحاد لا يستعمل هذه القوّة، حتّى فترة
حكم الترويكا بقيادة الإسلاميّين، إلاّ للعودة إلى طاولة التفاوض. وقد وظّف هذه
القوّة بعيد سقوط بن عليّ وخلال كلّ مراحل الانتقال الديمقراطي وفي الحوار الوطنيّ
كذلك. ولم يكن حسين العباسي مخطئا حين قال منذ سنة 2012 على ما أوردت هالة
اليوسفي:" الاتحاد هو ما يتبقّى بعد أن يتفكّك كلّ شيء".<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وهذا ما بوّأ الاتحاد مكانة اللاّعب الأساسيّ في
الحقل السياسيّ التونسيّ رغم أنّه عاش خلال حكم الترويكا صراعات كثيرة مع حزب
النهضة بالخصوص الذي اتهمته بتعطيل عمل الحكومة. وبلغ الصراع بين الطرفين أشدّه في
4 ديسمبر 2012 حين هاجمت لجان حماية الثورة المدعومة من حزبي النهضة والمؤتمر
المقرّ المركزيّ لاتحاد الشغل واعتدت على النقابيّين لكسر شوكة أكبر سلطة مضادّة
في البلاد.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">والحقّ أن علاقة الإسلاميّين بالعمل النقابيّ
محدودة جدا. فمن ناحية لا يتجاوز حضور أنصار النهضة في الاتحاد 10 بالمئة من
الناخبين. ومن ناحية ثانية لم تتّخذ النهضة أي موقف من الليبيراليّة الجديدة
وتحكّم المموّلين الدوليّين في السياسات الاقتصاديّة وانعكاساتها الاجتماعيّة
الوخيمة. وعلاوة على ذلك يوجد عداء تاريخيّ مستفحل بين الإسلاميّين واليسار الذي
تعتقد النهضة أنّه يهيمن على الاتحاد وقياداته الوسطى ومكتبه التنفيذيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">فسعى الإسلاميّون إلى اختراق اتحاد الشغل من الداخل
بتكثيف انخراطات أنصاره في الهياكل القاعديّة خصوصا في القطاع الخاص. وقد غاب عنهم
أنّ الاتحاد خبير بهذه التكتيكات التي جرّبها قبلهم الحزب الحاكم السابق.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ورغم هذا التوتّر المستمرّ لم ينقطع الحوار بين
الاتحاد وحكومة الترويكا التي واصلت نفس المنوال الاقتصادي الليبيرالي ولكنّه
اعتمد كالعادة التوازن الهشّ بين إيقاف التحرّكات العشوائيّة عند الاقتضاء وافتكاك
امتيازات لمنخرطيه لم تكن أحيانا متناسبة مع وضع البلاد حتّى بدا الاتحاد أمام الحكومة
أفضل وسيط لمنع الانفجار الاجتماعيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وهذا الصراع بين النهضة والاتّحاد لم يمنع من
القبول به، في نهاية المطاف وبعد تلكؤ، وسيطا في الحوار الوطنيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الحوار وسياقه<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">كان الاتحاد خلال المرحلة الانتقاليّة يبحث عن
موقعه في مشهد سياسيّ جديد لم تتبيّن ملامحه بعد. فالوضع العام قام على استقطاب
بين الإسلاميّين والعلمانيّين. واتهمت النهضة المعارضة بالانقلاب على شرعيّة صندوق
الاقتراع والعمل على إزاحتها من الحكم. واختار الاتحاد الاصطفاف مع المجتمع المدني
وطيف واسع من المعارضة للدفاع عن العمّال والجمهوريّة ومؤسّساتها. فكانت أغلب
التحرّكات النقابيّة من أجل الحرّيات الفرديّة والاحتجاج على عنف المجموعات السلفيّة
(التي تهاونت النهضة في مواجهتها) ولجان حماية الثورة والأمن (الذي استعملته
الحكومة في قمع بعض التحرّكات). والحاصل من هذا أنّ المطالب الاجتماعيّة أصبحت
ثانويّة واستخدمت أحيانا وسيلة للضغط السياسيّ.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وفي هذا السياق دعا الاتحاد منذ شهر جوان 2012 إلى
حوار وطنيّ مؤكّدا بذلك دوره السياسيّ. ولكن الإشكال الكبير، حسب هالة اليوسفي، هو
مدى التوفيق بين تعتبره قيادة الاتحاد دورا سياسيّا وطنيّا متجذّرا في تاريخه
ومواقفه في فترة حركة التحرّر الوطنيّ وبين عدم الانسياق وراء الحسابات السياسيّة
التي تخترق المنظّمة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وكان الاتحاد يبحث أيضا عن توازن بين ضرورة العناية
بالملفّ الاجتماعيّ خصوصا المفاوضات وصياغة بديل اقتصادي واجتماعيّ وبين استيعاب
الحراك السياسيّ الذي يمرّ عبر الاتحاد. وهذا ما أدّى إلى تشتيت اهتمام النقابيّين
وتركيزهم. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">والواقع أنّ التناقضات الداخليّة كانت تعمّ الجميع
من النهضة إلى الاتحاد لأنّها وليدة توتّرات خارجيّة تتّصل، على ما ترى هالة
اليوسفي (ص 199) بإعادة بناء الحقل السياسيّ التونسيّ. فضعف المعارضة جعلها تدعّم
دور الاتحاد السياسيّ وضعف تأثير النهضة في الاتحاد دفعها إلى مواجهته أحيانا.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وفي هذا الخضمّ استطاع الاتحاد أن يحافظ على موقعه
وقدرته على جمع المعارضة المشتّتة فخرج أقوى ممّا كان ورضيت النهضة به وسيطا في
الحوار الوطني إثر اغتيال الشهيد محمّد البراهمي (قومي عروبيّ) وقبله الشهيد شكري
بلعيد (ماركسيّ لينينيّ). <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">واجتمعت بذلك لدى الاتحاد قوّة الضغط بالشارع
والاحتجاج الاجتماعيّ مع موقع قويّ في الحقل السياسيّ المتناقض وثقافة عميقة في التفاوض
وتقنيات الحوار خبرة عمليّة في إيجاد التوازنات ليفرض على الفرقاء جميعا خارطة
الطريق التي أعدّها للحوار الوطنيّ. <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">الصندوق الأسود<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ كتاب هالة اليوسفي أثرى ممّا عرضنا. فقد جاء
تشريحا مدقّقا أحيانا لمنظّمة عريقة تحفل بالتناقضات والتحوّلات والخبرات والأخطاء
والأمجاد حتّى بدا الجميع يرغب في قربها ويتحامل الجميع في آن واحد عليها. فلئن
كان الاتحاد نقابة فهو في الواقع أكثر من ذلك وإذا قام بأدوار سياسيّة كبرى فهو
شيء آخر غير حزب سياسيّ. ولعلّ في هذا تحديدا ما يفسّر بقاءه قوّةَ توازن في تونس
مكّنت من خروج البلاد بأخفّ الأضرار.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولكنّ الديناميكيّة داخل اتحاد الشغل تفترض حسب
الباحثة رهانات كبرى من قبيل التخلّص من البنية الهرميّة البيروقراطيّة وصياغة
آليّات لمواجهة الليبيراليّة الجديدة التي تهدّد المكاسب الاجتماعيّة وتشريك
الفئات المهمّشة في المنظّمة مثل الشباب والمرأة.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-TN" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">لقد سعت هالة اليوسفي إلى فتح الصندوق الأسود
لاتحاد الشغل فكشفت في الأغلب الأعمّ جوانب ممّا يحويه ولكنّ الصندوق الأسود
للحوار الوطنيّ سيظلّ، بعيدا عن الاحتفاء بنتائجه وبتتويج رعاته بنوبل للسلام، في
حاجة إلى وثائق عديدة منها شهادات الفاعلين السياسيّين والوسطاء وعلى رأسهم مدير
الحوار حسين العبّاسي في مذكّرات ستكشف ولا ريب الأسرار والخفايا أو بعضها على
الأقلّ.<o:p></o:p></span></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhTXcD1-bHbXzGVZCjnLl9ETKaX08di-yezPvHPJVBr0PFRmijw6zIH5LbpmpQmVgsJ_mrdhwSPhbOkmVFUftTPBU8NDWxowB1Sq9DGF5adSx6qNua2z1eO-mM1LASME0mNXRc12De6AGkI/s1600/Hela+Yousfi.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhTXcD1-bHbXzGVZCjnLl9ETKaX08di-yezPvHPJVBr0PFRmijw6zIH5LbpmpQmVgsJ_mrdhwSPhbOkmVFUftTPBU8NDWxowB1Sq9DGF5adSx6qNua2z1eO-mM1LASME0mNXRc12De6AGkI/s320/Hela+Yousfi.jpg" width="320" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
</div>
chokrihttp://www.blogger.com/profile/07065221802736519393noreply@blogger.com0